﹛﴿ يَخْلُقُكُمْ ف۪ي بُطُونِ اُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ ف۪ي ظُلُمَاتٍ ثَلٰثٍ ﴾|﹜ (الزمر: ٦)


﹛﴿ خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ف۪ي سِتَّةِ اَيَّامٍ ﴾|﹜ (الأعراف: ٥٤)


﹛﴿ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِه۪ ﴾|﹜ (الأنفال: ٢٤)


﹛﴿ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ ﴾|﹜ (سبأ: ٣)


﹛﴿يُولِجُ الَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي الَّيْلِ وَهُوَ عَل۪يمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾|﹜ (الحديد: ٦)


هذه الآيات الكريمة وأمثالها تضع نصبَ الخيال تصورَ حقيقةِ الخلّاقية، في أسلوب رفيع معجز وفي جمع خارق بديع. إذ يبين أنَّ صانعَ العالم وبانيَ الكون مثلما يمكّن الشمسَ والقمر في مواقعهما، يمكّن الذرات أيضاً في مواضعها في بؤبؤ عين الأحياء مثلاً، فيمكّن كلاً منها في موضعها بالآلة نفسها، في اللحظة نفسها.. وإنه مثلما ينظم السّماوات طباقاً ويفتحها أبواباً وينسقها تنسيقاً، ينظّم طبقات العين ويفتح أغطيتها بالميزان بالأداة نفسها والآلة المعنوية نفسها، في اللحظة نفسها.. وإنه مثلما يسمّر النجوم في السماوات، ينقّش ما لا يحد من نقاط العلامات الفارقة في وجه الإنسان ويشق فيه الحواسَّ الظاهرة والباطنة، بآلة القدرة المعنوية نفسها.

بمعنى أنَّ ذلك الصانع الجليل لأجل إراءة أفعاله ملءَ البصر والسمع وإظهار مباشرته أفعالَه؛ يطرق بكلمةٍ من آياته القرآنية طرقةً على الذرة فيثبتها في موضعها، ويطرق بكلمةٍ أخرى من الآية نفسها طرقةً على الشمس ويثبتها في مركزها، فيبيّن الوحدانيةَ في عين الأحدية، ومنتهى الجلال في منتهى الجمال، ومنتهى العظمة في منتهى الخفاء، ومنتهى السعة في منتهى الدقة، ومنتهى الهيبة في منتهى الرحمة، ومنتهى البُعد في منتهى القرب. أي يُظهِرُ أبعدَ مراتب جمع الأضداد -الذي يُعدّ محالاً- في صورة درجة الواجب، مثبتاً ذلك بأبلغ أسلوب وأرفعه.

وهذا الأسلوب المعجز هو الذي يُخضِع رقابَ فطاحل الأدباء فيخرّون لبلاغته سُجّداً.

ومثلاً ؛ قوله تعالى: ﹛﴿ وَمِنْ اٰيَاتِه۪ٓ اَنْ تَقُومَ السَّمَٓاءُ وَالْاَرْضُ بِاَمْرِه۪ۜ ثُمَّ اِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْاَرْضِ اِذَٓا اَنْتُمْ تَخْرُجُونَ ﴾|﹜ (الروم: ٢٥).

تبيّن هذه الآية الكريمة عظمة ربوبيته سبحانه في أسلوب عالٍ رفيع. وذلك:


Yükleniyor...