المثال الخامس: ثبت في الصحاح أيضاً: «حديث جابر في إطعامه ﷺ يوم الخندق ألفَ رجل من صاع شعير وعناق (112) وقال جابر: فأُقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإن بُرمَتنا لتَغُطّ كما هي وإن عجينَنا ليخبز» وكان الرسول الأكرم ﷺ قد وضع في ذلك العجين والقِدر من ماء فِيهِ المبارك ودعا بالبركة. (113) فيعلن جابر مقسماً بالله معجزةَ البركة هذه في حضور ألفٍ من الصحابة مُظهراً علاقتهم بها. فهذه الرواية قطعيةٌ وكأنَّ ألفَ رجل قد رواها.

المثال السادس: وثبت في الصحاح أنّ أبا طلحة عمَّ خادم النبي ﷺ أنس رضي الله عنه يقول: «إن الرسول الأكرم ﷺ أطعَمَ مما أتى به أنسُ تحت إبطه من قليل خبز شعير زهاء ثمانين رجلاً حتى شبعوا. وكان ﷺ أمر بأن يجعل ذلك الخبز إرباً إرباً، ودعا بالبركة، وأن البيت ضاق بهم فكانوا يأكلون عشرةً عشرة، ورجعوا كلُّهم شباعاً». (114)

المثال السابع: ثبت في صحيح مسلم والشفا وغيرهما أن جابراً الأنصاري يقول: «إن رجلاً أتى النبي ﷺ يستطعمه، فأطعَمَه شطرَ وَسْق شعير، فما زال يأكل منه هو وامرأتُه وضيفُه حتى كالَه» ليعرفوا ما نقصَ منه، فرأوا أنه زالت منه البركةُ، وصار ينقص شيئاً فشيئاً. فأتى النبي ﷺ فأخبره فقال ﷺ: «لو لم تَكِلْهُ لأكلتم منه ولَقام بكم». (115)

المثال الثامن: تبين الصحاح كالترمذي والنسائي والبيهقي وكتاب الشفاء «عن سمرة بن جندب: أتى النبيَّ ﷺ بقصعةٍ فيها لحمٌ، فتعاقبوها من غدوةٍ حتى الليل يقوم قومٌ ويقعد آخرون». (116)

وبناء على ما ذكرناه في المقدمة، هذه الواقعة الواردة في البركة ليست رواية سمرة فقط، بل كأنه ممثلٌ عن تلك الجماعات التي أكلتْ من ذلك الطعام. فيعلن هذه الروايةَ بدلاً منهم.

المثال التاسع: يروى رجالٌ ثقاة كصاحب الشفاء وابن أبي شيبة والطبراني بسند جيّد وعلماءٌ محققون: عن أبى هريرة: أمرَني النبيُّ ﷺ أن أدعوَ له أهلَ الصُفَّة «وهم فقراء المهاجرين الذين كان ينوف عددهم على مائة. والذين كانوا قد اتخذوا الصفّة في المسجد مأوىً لهم

Yükleniyor...