ورأيت أن في جميع التيارات السياسية -سواءً الموافقة منها أو المخالفة- عشاقاً لذلك النور. فالدرس القرآني الذي يُلقى من موضع طاهر زكي مبرأٌ من موحيات أفكار التيارات السياسية والانحيازات المُغرضة جميعها، ويُرشد إليه من مقام أرفع وأسمى منها جميعاً، لا ينبغي أن تحجب عنه جهةٌ، ولا يكون موضع شبهة فئة، مهما كانت. اللهم إلّا أولئك الذين يظنون الكفرَ والزندقة سياسةً فينحازون إليها. وهؤلاء هم شياطين في صورة أناسي أو حيوانات في أجساد بشر.

وحمداً لله فإنني بسبب تجردي عن التيارات السياسية لم أبخس قيمةَ حقائق القرآن التي هي أثمن من الألماس ولم أجعلها بتفاهة قطع زجاجية بتهمة الدعاية السياسية. بل تزيد قيمةُ تلك الجواهر القرآنية على مرّ الأيام وتتألق أكثر أمام أنظار كل طائفة.

﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذ۪ي هَدٰينَا لِهٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَٓا اَنْ هَدٰينَا اللّٰهُۚ لَقَدْ جَٓاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّۜ﴾ (الأعراف: ٤٣).


الباقي هو الباقي

§سعيد النورسي>



المكتوب الرابع عشر

(لم يؤلف)



Yükleniyor...