المسلك الثاني هو: أنَّ الملائكة العظام من أمثال سيدنا جبرائيل و ميكائيل و عزرائيل عليهم السلام، كلٌّ منهم بمثابة ناظر عام ورئيس، لهم أعوان من نوعهم وممن يشبهونهم، ولكن بطرازٍ أصغر. فهؤلاء المعاونون الصغار مختلفون حسب اختلاف المخلوقات الموكلين بهم. فالذين يقبضون أرواحَ الصالحين (10) يختلفون عن الذين يقبضون أرواح الطالحين، فهم طوائف مختلفة من الملائكة بمثل ما تشير إليه الآيات الكريمة: ﹛﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًاۙ ❀ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾|﹜ (النازعات: ١-٢).

فحسب هذا المسلك: فإن سيدنا موسى عليه السلام، لم يلطم سيدَنا عزرائيل عليه السلام، بل لطم الجسدَ المثالي لأحد أعوانه، وذلك بعنفوان النبوة الجليلة وبسطة جسمه وجلادة خلقه وحظوته عند ربه القدير. وهكذا يصبح الأمر معقولاً جداً. (11)

المسلك الثالث: لقد بينّا في «الأساس الرابع من الكلمة التاسعة والعشرين»، وحسب دلالات أحاديثَ نبويةٍ شريفة: بأن هناك من الملائكة مَن يملكون أربعين ألفَ رأس، (12) وفي كل رأس أربعون ألف لسان -أي لهم ثمانون ألف عين أيضاً- وكل لسان يسبّح بأربعين ألف تسبيحة. فما دام الملائكة الموكلون موكّلين حسب أنواع عالم الشهادة، وهم يمثلون تسبيحات تلك الأنواع في عالم الأرواح، فلابد أن يكون لهم تلك الصورة والهيأة. لأن الأرض -مثلاً- وهي مخلوقة واحدة، تسبّح لله. وهي تملك أربعين ألف نوع من الأنواع، بل مئات الألوف منها، والتي كل منها بحكم رؤوس مسبّحة لها، ولكل نوع من الأنواع ألوف من الأفراد التي هي بمثابة الألسنة.. وهكذا.

فالمَلَك الموكّل على الكرة الأرضية ينبغي أن يكون له أربعون ألف رأس، بل مئات الألوف من الرؤوس، ولابد أن يكون لكل رأس مئات الألوف من الألسنة.. وهكذا.

Yükleniyor...