النكتة الرابعة

تذكرون في سؤالكم الأول، المتضمن لخمسة أو ستة أسئلة :

كيف يكون الجمع في ميدان الحشر وهل يحشر الناس عراة؟ وكيف يكون لقاء الأصدقاء الأحبة وكيف نجد الرسول ﷺ للشفاعة؟ إذ كيف يقابل إنسان واحد عدداً غير محدود من الناس؟ وما نوع ثياب أهل الجنة والنار؟ ومن الذي يدلّنا على الطريق؟.

الجواب: إنَّ جواب هذا السؤال موجود كاملاً وواضحاً في كتب الأحاديث الشريفة.

وسنورد هنا ما يوافق مسلكنا ومشربنا من نكتة أو نكتتين فحسب:

أولا: لقد بينا في مكتوب من «المكتوبات»: أن ميدان الحشر هو في مدار الأرض السنوي، وأن الأرض ترسل محاصيلَها المعنوية من الآن إلى ألواح ذلك الميدان، وأنها بحركتها السنوية تمثل دائرة وجود، وتكون مبدأً لتشكل ميدان الحشر، بمحاصيل تلك الدائرة الوجودية. وأن الكرة الأرضية؛ التي هي كسفينة ربانية ستفرغ ما في مركزها من جهنم صغرى إلى جهنم كبرى، كما ستفرغ سكنتَها إلى ميدان الحشر.

ثانياً: لقد أثبتنا إثباتاً قاطعاً في «الكلمات» ولاسيما في «الكلمة العاشرة» وفي «الكلمة التاسعة والعشرين» وجود الحشر مع ميدانه.

ثالثاً: أما الاجتماع بالأصدقاء ولقاؤهم، فقد أُثبت إثباتاً كاملاً في كل من «الكلمة السادسة عشرة» و «الكلمة الحادية والثلاثين» و «الكلمة الثانية والثلاثين» وذلك أنَّ شخصاً واحداً يستطيع في دقيقة واحدة أن يقابلَ ملايين الناس وفي ألف مكان ومكان، وذلك بسر النورانية.

رابعاً: إنَّ الله سبحانه وتعالى قد ألبس مخلوقاته الأحياءَ كافةً لباساً فطرياً سوى الإنسان، ففي ميدان الحشر يُلبسه سبحانه لباساً فطرياً، ويتعرى عن ملابسه المنسوجة (غير الفطرية) وذلك بمقتضى اسم الله الحكيم.

أما حكمة الألبسة المنسوجة في الدنيا، فلا تنحصر في الوقاية من الحر والقر، والزينة، وستر للعورة وحدها، بل أهم حكمة لها هي:


Yükleniyor...