تحبه حباً خالصاً، يتقلّب في السكرات، يذهب فكرُها حالاً إلى رقوده في تراب القبر بدل فراشه الناعم الوثير، لما تتصورُ الموتَ عدماً وفراقاً أبدياً، لتوهمها الخلودَ في الدنيا ونتيجة الغفلة والضلالة، لذا لا يخطر على بالها رحمة الرحمن الرحيم ولا جنته ولا نعمة فردوسه المقيم.. فأنت تستطيع أن تقيس من هذا مدى ما يعانيه أهلُ الضلالة والغفلة من ألم وحزن يائس بلا بصيص من أمل.

بينما الإيمان والإسلام وهما وسيلتا سعادة الدارين يقولان للمؤمن:

إنَّ هذا الطفلَ الذي يعاني ما يعاني من سكرات الموت سيرسله خالقُه الرحيم إلى قدس جنته بعدما يخرجه من هذه الدنيا القذرة، زد على ذلك أنه سيجعله لك مشفّعاً، كما سيجعله لك أيضاً ولداً أبدياً... فلا تقلق إذن ولا تغتم. فالفراق مؤقت، واصبر قائلاً: الحكم لله.

﴿اِنَّا لِلّٰهِ وَاِنَّٓا اِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾

الباقي هو الباقي

§سعيد النورسي>


Yükleniyor...