بالإخلاص والأمان، إلى خلوة في جبال (بارلا) يحيط بها الأمنُ والاطمئنان والإخلاص. وقد عزمت عندما كنت أسيراً في روسيا ورجوتُ الله أن أنزوي في أواخر عمري في مغارة. فجعل أرحمُ الراحمين (بارلا) في مقام تلك المغارة ويسّر لي فائدتها ولم يحمّل كاهلي الضعيف متاعبَ المغارة وصعوباتها إلّا ما أصابني من مضايقات بسبب أوهام وريوب كان يحملها بضعةُ أشخاص فيها، فهؤلاء الذين كانوا أصدقائي -وقد ركبتهم الأوهامُ ظناً منهم أنهم يعملون لصالحي ولراحتي- إلّا أنهم بأوهامهم هذه قد جلبوا الضيقَ على قلبي والضرر على خدمة القرآن.
وعلى الرغم من أن أهل الدنيا أعطوا للمنفيين جميعاً وثائق العودة وأخلوا سبيل المجرمين من السجون وعفوا عنهم، فقد منعوا الوثيقةَ عني ظلماً وجوراً، ولكن ربي الرحيم شاء أن يبقيني في هذه الغربة ليستخدمني في خدمة القرآن أكثر وليجعلني أكتب هذه الأنوار القرآنية التي سميتُها «الكلمات» أكثر فأكثر، فأبقاني في هذه الغربة بلا ضجة ولا ضوضاء، وحوّلها إلى رحمة سابغة.
ومع أن أهل الدنيا سمحوا لذوي النفوذ والشيوخ ولرؤساء العشائر (من المنفيين)، الذين يمكنهم المداخلة في دنياهم، بالبقاء في الأقضية والمدن الكبيرة وسمحوا لأقاربهم ولجميع معارفهم بزيارتهم، فإنهم فرضوا عليّ حياةَ العزلة ظلماً وعدواناً وأرسلوني إلى قرية صغيرة. ولم يسمحوا لأقاربي ولا لأهل بلدتي -باستثناء واحد أو اثنين- بزيارتي. فقلب خالقي الرحيمُ هذه العزلةَ إلى رحمة غامرة بالنسبة لي، إذ جعل هذه العزلة وسيلةً لصفاء ذهني وتخليصه من توافه الأمور وتوجيهه للاستفاضة من القرآن الحكيم على صفائه ونقائه.
ثم إنَّ أهل الدنيا استكثروا عليّ في البدء حتى كتابة رسالة أو رسالتين اعتياديتين في مدة سنتين كاملتين. بل إنهم حتى اليوم لا يرتاحون عندما يحضر لزيارتي ضيفٌ أو ضيفان مرة كل عشرة أيام أو كل عشرين يوماً أو كل شهر، مع أن غرض الزيارة هو الرغبة في الحصول على ثواب الآخرة ليس إلاّ. فارتكبوا الظلم في حقي، ولكن ربي الرحيم وخالقي الحكيم بدّل لي ذلك الظلمَ إلى رحمة، إذ أدخلني في خلوة مرغوبة وعزلة مقبولة في هذه الشهور الثلاثة التي يكسب المرء فيها تسعين سنة من حياة معنوية. فالحمد لله على كل حال.
هذه هي حالي وظروف راحتي.
وعلى الرغم من أن أهل الدنيا أعطوا للمنفيين جميعاً وثائق العودة وأخلوا سبيل المجرمين من السجون وعفوا عنهم، فقد منعوا الوثيقةَ عني ظلماً وجوراً، ولكن ربي الرحيم شاء أن يبقيني في هذه الغربة ليستخدمني في خدمة القرآن أكثر وليجعلني أكتب هذه الأنوار القرآنية التي سميتُها «الكلمات» أكثر فأكثر، فأبقاني في هذه الغربة بلا ضجة ولا ضوضاء، وحوّلها إلى رحمة سابغة.
ومع أن أهل الدنيا سمحوا لذوي النفوذ والشيوخ ولرؤساء العشائر (من المنفيين)، الذين يمكنهم المداخلة في دنياهم، بالبقاء في الأقضية والمدن الكبيرة وسمحوا لأقاربهم ولجميع معارفهم بزيارتهم، فإنهم فرضوا عليّ حياةَ العزلة ظلماً وعدواناً وأرسلوني إلى قرية صغيرة. ولم يسمحوا لأقاربي ولا لأهل بلدتي -باستثناء واحد أو اثنين- بزيارتي. فقلب خالقي الرحيمُ هذه العزلةَ إلى رحمة غامرة بالنسبة لي، إذ جعل هذه العزلة وسيلةً لصفاء ذهني وتخليصه من توافه الأمور وتوجيهه للاستفاضة من القرآن الحكيم على صفائه ونقائه.
ثم إنَّ أهل الدنيا استكثروا عليّ في البدء حتى كتابة رسالة أو رسالتين اعتياديتين في مدة سنتين كاملتين. بل إنهم حتى اليوم لا يرتاحون عندما يحضر لزيارتي ضيفٌ أو ضيفان مرة كل عشرة أيام أو كل عشرين يوماً أو كل شهر، مع أن غرض الزيارة هو الرغبة في الحصول على ثواب الآخرة ليس إلاّ. فارتكبوا الظلم في حقي، ولكن ربي الرحيم وخالقي الحكيم بدّل لي ذلك الظلمَ إلى رحمة، إذ أدخلني في خلوة مرغوبة وعزلة مقبولة في هذه الشهور الثلاثة التي يكسب المرء فيها تسعين سنة من حياة معنوية. فالحمد لله على كل حال.
هذه هي حالي وظروف راحتي.
Yükleniyor...