«ماذا وجَدَ من فَقَدَهُ وماذا فَقَدَ مَن وَجَدَهُ»؟ (6)
أي أن الذي وجده فقد وجدَ كل شيء، ومن فقدَه لا يجد شيئاً سوى البلاء.
وفهمت سراً من أسرار الحديث الشريف «... طوبى للغرباء...» (7) فشكرت الله.
فيا أَخويَّ!
إنَّ ظلمات أَنواع الغربة هذه، وإنْ تبددت بنور الإيمان، إلّا أنها تركت فيَّ شيئاً من بصمات أحكامها، وأَوحت بهذه الفكرة:
ما دمتُ غريباً وأعيش في الغربة وراحلاً إلى الغربة، فهل انتهتْ مهمتي في هذا المضيف، كي أوكِّلَكم و «الكلمات» عني. وأقطع حبالَ العلاقات عن الدنيا قطعاً كلياً؟
وحيث إن هذه الفكرة وردتْ على البال بهذه الصورة، فكنت أَسأَلكم:
هل «الكلمات» المؤلفة كافية؟ وهل فيها نقص؟ وأعني بهذا السؤال: هل انتهت مهمّتى كي أَنسى الدنيا وأُلقي بنفسي في أحضان غربةٍ نورانية لذيذة حقيقية باطمئنان قلب. وأقول كما قال مولانا جلال الدين:
دَانِى سَمَاع چِه بُودْ؟ بِى خُودْ شُدَنْ زِ هَسْتِى
أَنْدَرْ فَنَاىْ مُطْلَقْ ذَوْقِ بَقَا چِشيدنْ (8)
ليت شعري هل لي أَنْ أَبحثَ عن غربة رفيعة سامية!.
ولأجل هذا كنت أجابهكم بتلك الأسئلة.
الباقي هو الباقي
§سعيد النورسي>
أي أن الذي وجده فقد وجدَ كل شيء، ومن فقدَه لا يجد شيئاً سوى البلاء.
وفهمت سراً من أسرار الحديث الشريف «... طوبى للغرباء...» (7) فشكرت الله.
فيا أَخويَّ!
إنَّ ظلمات أَنواع الغربة هذه، وإنْ تبددت بنور الإيمان، إلّا أنها تركت فيَّ شيئاً من بصمات أحكامها، وأَوحت بهذه الفكرة:
ما دمتُ غريباً وأعيش في الغربة وراحلاً إلى الغربة، فهل انتهتْ مهمتي في هذا المضيف، كي أوكِّلَكم و «الكلمات» عني. وأقطع حبالَ العلاقات عن الدنيا قطعاً كلياً؟
وحيث إن هذه الفكرة وردتْ على البال بهذه الصورة، فكنت أَسأَلكم:
هل «الكلمات» المؤلفة كافية؟ وهل فيها نقص؟ وأعني بهذا السؤال: هل انتهت مهمّتى كي أَنسى الدنيا وأُلقي بنفسي في أحضان غربةٍ نورانية لذيذة حقيقية باطمئنان قلب. وأقول كما قال مولانا جلال الدين:
أَنْدَرْ فَنَاىْ مُطْلَقْ ذَوْقِ بَقَا چِشيدنْ (8)
ليت شعري هل لي أَنْ أَبحثَ عن غربة رفيعة سامية!.
ولأجل هذا كنت أجابهكم بتلك الأسئلة.
الباقي هو الباقي
§سعيد النورسي>
Yükleniyor...