وهكذا فقد غَنِمَ النوعُ البشري مائة ألف من الأنبياء عليهم السلام وملايين الأولياء وملايين الملايين من الأصفياء الذين هم شموس عالم الإنسانية وأقمارُها ونجومُها، ببعثة الأنبياء وبسر التكليف وبمحاربة الشياطين، إزاء ما خسره من المنافقين، الكثيرين كماً والتافهين نوعاً، والكفار الذين هم ضربٌ من الحيوانات المضرة.
سؤالكم الثالث: إن الله سبحانه وتعالى يُنزِل المصائب ويُسَلِّط البلايا، ألا يكون هذا ظلماً على الأبرياء بل حتى على الحيوانات؟
الجواب: حاشَ لله وكلا.. فإن المُلك ملكُه وحده، وله أن يتصرف فيه كيف يشاء. تُرى لو أن صنّاعاً ماهراً جعلك نموذجاً «موديلاً» مقابل أجرة، وألبسك ثوباً زاهياً خاطه بأفضل ما يكون، ثم بدأ يقصّره ويطوله ويقصه.. ثم يُقعدك وينهضك ويثنيك.. كل ذلك لكي يبين حذاقته ومهارته، فهل لك أنْ تقول له: لقد شوَّهتَ جمال ثيابي الذي زادني جمالاً، وقد أرهقتني لكثرة ما تقول لي: اجلس.. انهض! فلا ريب أنك لا تقدر على هذا القول. بل لو قلتَه، فهو دليل الجنون ليس إلّا.
وعلى غِرار هذا فإن الصانع الجليل قد ألبسك جسماً بديعاً مزيناً بالعين والأذن والأنف وغيرها من الأعضاء والحواس. ولأجل إظهار آثار أسمائه الحسنى المتنوعة يبتليك بأنواع من البلايا فيُمرضك حيناً ويمتّعك بالصحة أحياناً أخرى، ويُجيعك مرة ويشبعك تارة ويظمئك أخرى. وهكذا يقلّبك في أمثال هذه الأطوار والأحوال لتتقوى ماهيةُ الحياة وتظهر جلواتُ أسمائه الحسنى.
فإن قلت: لماذا يبليني بهذه المصائب؟ فإنّ مائة من الحِكَم الجليلة تُسكتك، كما أشير إليها في المثال السابق. إذ من المعلوم أن السكون والهدوءَ والرتابة والعطالة نوعٌ من العدم والضرر، وبعكسه الحركة والتبدل وجودٌ وخير. فالحياة تتكامل بالحركة وتترقى بالبلايا وتنال حركات مختلفة بتجليات الأسماء وتتصفى وتتقوى وتنمو وتتسع، حتى تكون قلماً متحركاً لكتابة مقدراتها، وتفي بوظائفها، وتستحق الأجر الأخروي.
نكتفي بهذا القدر من الأجوبة المختصرة لأسئلتكم الثلاث التي دارت حولها مناقشاتكم. أما إيضاحها ففي الثلاث والثلاثين كلمة من «الكلمات».
سؤالكم الثالث: إن الله سبحانه وتعالى يُنزِل المصائب ويُسَلِّط البلايا، ألا يكون هذا ظلماً على الأبرياء بل حتى على الحيوانات؟
الجواب: حاشَ لله وكلا.. فإن المُلك ملكُه وحده، وله أن يتصرف فيه كيف يشاء. تُرى لو أن صنّاعاً ماهراً جعلك نموذجاً «موديلاً» مقابل أجرة، وألبسك ثوباً زاهياً خاطه بأفضل ما يكون، ثم بدأ يقصّره ويطوله ويقصه.. ثم يُقعدك وينهضك ويثنيك.. كل ذلك لكي يبين حذاقته ومهارته، فهل لك أنْ تقول له: لقد شوَّهتَ جمال ثيابي الذي زادني جمالاً، وقد أرهقتني لكثرة ما تقول لي: اجلس.. انهض! فلا ريب أنك لا تقدر على هذا القول. بل لو قلتَه، فهو دليل الجنون ليس إلّا.
وعلى غِرار هذا فإن الصانع الجليل قد ألبسك جسماً بديعاً مزيناً بالعين والأذن والأنف وغيرها من الأعضاء والحواس. ولأجل إظهار آثار أسمائه الحسنى المتنوعة يبتليك بأنواع من البلايا فيُمرضك حيناً ويمتّعك بالصحة أحياناً أخرى، ويُجيعك مرة ويشبعك تارة ويظمئك أخرى. وهكذا يقلّبك في أمثال هذه الأطوار والأحوال لتتقوى ماهيةُ الحياة وتظهر جلواتُ أسمائه الحسنى.
فإن قلت: لماذا يبليني بهذه المصائب؟ فإنّ مائة من الحِكَم الجليلة تُسكتك، كما أشير إليها في المثال السابق. إذ من المعلوم أن السكون والهدوءَ والرتابة والعطالة نوعٌ من العدم والضرر، وبعكسه الحركة والتبدل وجودٌ وخير. فالحياة تتكامل بالحركة وتترقى بالبلايا وتنال حركات مختلفة بتجليات الأسماء وتتصفى وتتقوى وتنمو وتتسع، حتى تكون قلماً متحركاً لكتابة مقدراتها، وتفي بوظائفها، وتستحق الأجر الأخروي.
نكتفي بهذا القدر من الأجوبة المختصرة لأسئلتكم الثلاث التي دارت حولها مناقشاتكم. أما إيضاحها ففي الثلاث والثلاثين كلمة من «الكلمات».
Yükleniyor...