واللاسلكي- وهو بمثابة مركز معنوي لهذا الكون، يستقبل ما في الكون من علوم وفنون ويكشف عنها ويبثها أيضاً، فإن قلب الإنسان كذلك هو محورٌ لما في الكون من حقائق لا تحدّ، ومُظهر لها، بل هو نواتُها. كما بيّن ذلك من لا يحصرهم العد من أهل الولاية فيما سطروه من ملايين الكتب الباهرة.
فما دام قلبُ الإنسان ودماغه لهما هذه المنزلة والموقع، وقد أُدرجت في القلب آلافُ ماكنة أُخروية ضخمة وأجهزتُها الأبدية، كاندراج أجهزة الشجرة الضخمة في بذرتها، فإن فاطر ذلك القلب الذي خلَقه على هذه الصورة قد أراد تشغيل هذا القلب وتحريكَه والكشف عن قدراته والانتقال به من طور «القوة» إلى طور «الفعل».
فما دام سبحانه وتعالى قد أراد هكذا، فعلى القلب إذن أن يقوم بعمله الذي خُلق من أجله، كما يقوم العقلُ بعمله، ولا شك أن أعظم وسيلة لعمل القلب وتشغيله هو التوجه إلى الحقائق الإيمانية بالإقبال على ذكر الله ضمن مراتب الولاية عبر سبيل «الطريقة».
التلويح الثاني
إنَّ مفاتيحَ هذا السير والسلوك القلبي ووسائل التحرك الروحاني إنْ هي إلّا «ذكر الله» و «التفكر». فمحاسن الذكر وفضائل التفكر لا تُحصى. فلو صرفنا النظر عن فوائدهما الأخروية التي لا حد لها ونتائجِهما في رقي الإنسانية إلى الكمالات، وأخذنا بنظر الاعتبار فائدةً واحدة من فوائدهما الجزئية التي يعود نفعُها على الإنسان في هذه الحياة الدنيوية المضطربة نرى:
أنَّ أي إنسان كان لا بد أن يبحث عن سلوان، ويفتش عن ذوق ويتحرى عن أنيس يستطيع أن يزيل عنه وحشتَه ويخففَ عنه ثقلَ هذه الحياة، ويتخفف من غلوائها، ولو جزئياً .
وحيث إن ما يهيؤه المجتمع الحضاري من الوسائل المسلية والأُنس بالآخرين قد تمنح واحداً أو اثنين من عشرة من الناس أُنسا موقتاً بل ذا غفلة وذهول، والثمانين بالمائة من الناس إما أنهم يحيَون منفردين بين الجبال والوديان، أو ساقتهم همومُ العيش إلى أماكن نائية موحشة، أو ابتُلوا بالمصائب أو الشيخوخة النذيرة بالآخرة... فهؤلاء جميعاً يظلّون محرومين من الأُنس فلا يأنسون ولا يجدون العَزاء بوسائل المجتمع الحضارية!.. لذا فالسلوان الكامل لأمثال هؤلاء، والأُنس الخالص لهم ليس إلّا في تشغيل القلب بوسائل الذكر والتفكر.. ففي
فما دام قلبُ الإنسان ودماغه لهما هذه المنزلة والموقع، وقد أُدرجت في القلب آلافُ ماكنة أُخروية ضخمة وأجهزتُها الأبدية، كاندراج أجهزة الشجرة الضخمة في بذرتها، فإن فاطر ذلك القلب الذي خلَقه على هذه الصورة قد أراد تشغيل هذا القلب وتحريكَه والكشف عن قدراته والانتقال به من طور «القوة» إلى طور «الفعل».
فما دام سبحانه وتعالى قد أراد هكذا، فعلى القلب إذن أن يقوم بعمله الذي خُلق من أجله، كما يقوم العقلُ بعمله، ولا شك أن أعظم وسيلة لعمل القلب وتشغيله هو التوجه إلى الحقائق الإيمانية بالإقبال على ذكر الله ضمن مراتب الولاية عبر سبيل «الطريقة».
التلويح الثاني
إنَّ مفاتيحَ هذا السير والسلوك القلبي ووسائل التحرك الروحاني إنْ هي إلّا «ذكر الله» و «التفكر». فمحاسن الذكر وفضائل التفكر لا تُحصى. فلو صرفنا النظر عن فوائدهما الأخروية التي لا حد لها ونتائجِهما في رقي الإنسانية إلى الكمالات، وأخذنا بنظر الاعتبار فائدةً واحدة من فوائدهما الجزئية التي يعود نفعُها على الإنسان في هذه الحياة الدنيوية المضطربة نرى:
أنَّ أي إنسان كان لا بد أن يبحث عن سلوان، ويفتش عن ذوق ويتحرى عن أنيس يستطيع أن يزيل عنه وحشتَه ويخففَ عنه ثقلَ هذه الحياة، ويتخفف من غلوائها، ولو جزئياً .
وحيث إن ما يهيؤه المجتمع الحضاري من الوسائل المسلية والأُنس بالآخرين قد تمنح واحداً أو اثنين من عشرة من الناس أُنسا موقتاً بل ذا غفلة وذهول، والثمانين بالمائة من الناس إما أنهم يحيَون منفردين بين الجبال والوديان، أو ساقتهم همومُ العيش إلى أماكن نائية موحشة، أو ابتُلوا بالمصائب أو الشيخوخة النذيرة بالآخرة... فهؤلاء جميعاً يظلّون محرومين من الأُنس فلا يأنسون ولا يجدون العَزاء بوسائل المجتمع الحضارية!.. لذا فالسلوان الكامل لأمثال هؤلاء، والأُنس الخالص لهم ليس إلّا في تشغيل القلب بوسائل الذكر والتفكر.. ففي
Yükleniyor...