في ختام سورة الفتح: ﹛﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الْاِنْج۪يلِ۠ۛ كَزَرْعٍ اَخْرَجَ شَطَْٔهُ۫ فَاٰزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوٰى عَلٰى سُوقِه۪ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغ۪يظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ﴾|﹜ (الفتح: ٢٩).

وهناك آيات كثيرة أخرى مشابهة لهذه في الإنجيل. (410)

جاءت في الباب الثالث والثلاثين من الكتاب الخامس من التوراة هذه الآية: «وقال: جاء الربّ من سيناء وأشرق لنا من ساعيرا ستعلن من جبل فاران ومعه أُلوف رايات الأطهار في يمينه». (411)

فهذه الآية مثلما تخبر عن نبوة موسى عليه السلام بإقبال الحق من طور سينا، فهي تخبر عن نبوة عيسى عليه السلام ب «أشرق لنا من ساعيرا» وفي الوقت نفسه تخبر عن نبوة محمد ﷺ بظهور الحق من فاران التي هي جبال الحجاز بالاتفاق، فالآية تخبر بالضرورة عن نبوته ﷺ. أما «ومعه ألوف الأطهار في يمينه» (412) فهي تصدّق حكم الآية الكريمة في ختام سورة الفتح في: ﹛﴿ذٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرٰيةِۚ...﴾|﹜ إذ تصف أصحابه ﷺ بالأطهار القديسين وهم الأولياء الصالحون.

وجاءت هذه الآية في الباب الثاني والأربعين من كتاب النبي أشعيا: «إنَّ الحق سبحانه سيبعث صفيَّه في آخر الزمان وسيرسل إليه الروحَ الأمين وهو جبرائيل يعلّمه ثم بعد ذلك يعلّم الناس كما علّمه جبرائيل، ويحكم بين الناس بالحق، وهو نورٌ سيُخرج الناسَ من الظلمات إلى النور. وقد علّمني ربي ما سيقع فأقول لكم». (413) فهذه الآية تبين بوضوح تام أوصاف الرسول ﷺ.

وفي الباب الرابع من كتاب النبي ميخائيل الآية الآتية:

«ستكون في آخر الزمان أمة مرحومة تعبد الحق وتوثر (414) الجبل المقدس، ويجتمع إليها خلق كثير هناك من كل إقليم تعبد الرب ولا تشرك به». (415)

Yükleniyor...