ثم إن ما قضاه ذلك الموجود من أطوار وأحوال، يتركه عندما يرحل وجوداً مفصلاً -يمثل وجوده الخارجي- في دوائر الوجود العلمي من أمثال الإمام المبين والكتاب المبين واللوح المحفوظ، تلك الدوائر التي هي عناوين العلم الأزلي.
فكلُّ فانٍ إذن يترك وجوداً ويكسب لنفسه ولغيره ألوفاً من أنواع الوجود.
مثلاً: تُلقى مواد اعتيادية إلى ماكنة مصنع عظيم، فتحترق تلك المواد وتمحى ظاهراً، ولكن تترسب مواد كيمياوية ثمينة وأدوية مهمة في أنابيق ذلك المصنع، فضلاً عن قيام قوة بخارها بتحريك دواليب ذلك المعمل مما يؤدي إلى نسج الأقمشة من جهة وطبع الكتب من جهة أخرى وإنتاج السكر من جهة أخرى مثلاً.
بمعنى، أن في احتراق تلك المواد الاعتيادية وفنائها الظاهري تجد ألوفُ الأشياء الوجود.
بمعنى، يذهب وجود اعتيادي ويفنى، ولكن يورث أنواعاً من وجود رفيع.
فهل يقال في مثل هذه الحالة: يا خسارة على تلك المواد الاعتيادية؟ أفيُشكى هكذا؟ أيُقال: لِمَ لم يرأف صاحبُ المصنع بحال تلك المواد وحرقها ومحاها؟
﹛﴿ وَلِلّٰهِ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى ﴾|﹜ إنَّ الخالق الحكيم والرحيم والودود، يُشغل مصنع الكائنات جاعلاً من كل وجود فانٍ نواةً لأنواع من الوجود الباقي، ومداراً لإظهار مقاصده الربانية مظهراً به شؤونه السبحانية متخذاً إياه مداداً لقلم قدره، ومكوكاً لنسج قدرته، وذلك بمقتضى الرحمة والحكمة والودودية. فيدفع سبحانه بفعالية قدرته الكائنات لتؤدي مهامها وفعالياتها لأجل كثير مما لا نعرفه من عنايات غالية ومقاصد عالية. فتسوق تلك الفعالية الموجودات كلها حتى تجعل الذرات تجول جولاناً، والموجودات تسير سيراناً، والحيوانات تسيل سيلاناً، والسيارات تدور دوراناً. فتجعل الكون يتكلم وينطق ويتلو آيات خالقه بصمت ويستكتبها.
ومن حيث الربوبية قد جعل سبحانه المخلوقات الأرضية عروشاً له؛ إذ جعل الهواءَ نوعاً من عرش لأمره وإرادته، وعنصرَ النور عرشاً آخر لعلمه وحكمته، والماءَ عرشاً آخر لإحسانه ورحمته، والترابَ نوعاً من عرش لحفظه وإحيائه. ويسيّر ثلاثة من تلك العروش فوق المخلوقات الأرضية.
فكلُّ فانٍ إذن يترك وجوداً ويكسب لنفسه ولغيره ألوفاً من أنواع الوجود.
مثلاً: تُلقى مواد اعتيادية إلى ماكنة مصنع عظيم، فتحترق تلك المواد وتمحى ظاهراً، ولكن تترسب مواد كيمياوية ثمينة وأدوية مهمة في أنابيق ذلك المصنع، فضلاً عن قيام قوة بخارها بتحريك دواليب ذلك المعمل مما يؤدي إلى نسج الأقمشة من جهة وطبع الكتب من جهة أخرى وإنتاج السكر من جهة أخرى مثلاً.
بمعنى، أن في احتراق تلك المواد الاعتيادية وفنائها الظاهري تجد ألوفُ الأشياء الوجود.
بمعنى، يذهب وجود اعتيادي ويفنى، ولكن يورث أنواعاً من وجود رفيع.
فهل يقال في مثل هذه الحالة: يا خسارة على تلك المواد الاعتيادية؟ أفيُشكى هكذا؟ أيُقال: لِمَ لم يرأف صاحبُ المصنع بحال تلك المواد وحرقها ومحاها؟
﹛﴿ وَلِلّٰهِ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى ﴾|﹜ إنَّ الخالق الحكيم والرحيم والودود، يُشغل مصنع الكائنات جاعلاً من كل وجود فانٍ نواةً لأنواع من الوجود الباقي، ومداراً لإظهار مقاصده الربانية مظهراً به شؤونه السبحانية متخذاً إياه مداداً لقلم قدره، ومكوكاً لنسج قدرته، وذلك بمقتضى الرحمة والحكمة والودودية. فيدفع سبحانه بفعالية قدرته الكائنات لتؤدي مهامها وفعالياتها لأجل كثير مما لا نعرفه من عنايات غالية ومقاصد عالية. فتسوق تلك الفعالية الموجودات كلها حتى تجعل الذرات تجول جولاناً، والموجودات تسير سيراناً، والحيوانات تسيل سيلاناً، والسيارات تدور دوراناً. فتجعل الكون يتكلم وينطق ويتلو آيات خالقه بصمت ويستكتبها.
ومن حيث الربوبية قد جعل سبحانه المخلوقات الأرضية عروشاً له؛ إذ جعل الهواءَ نوعاً من عرش لأمره وإرادته، وعنصرَ النور عرشاً آخر لعلمه وحكمته، والماءَ عرشاً آخر لإحسانه ورحمته، والترابَ نوعاً من عرش لحفظه وإحيائه. ويسيّر ثلاثة من تلك العروش فوق المخلوقات الأرضية.
Yükleniyor...