وهكذا يمكن تطبيق سائر جهات الحقيقة على بقية إشارات التمثيل.

فبناءاً على هذا: فإن ذلك «المبحث الأول» الذي يتضمن المناظرة مع الشيطان ينجي إيمانَ أهل الإيمان بأدنى أمارة وأصغر دليل دون أن يكونوا بحاجة إلى معرفة المعجزات الأحمدية ببراهينها القاطعة. إذ إن كلّ حال من الأحوال الأحمدية، وكلّ خصلة من الخصال المحمدية، وكلّ طور من الأطوار النبوية بمثابة معجزة من معجزاته ﷺ تبين وتثبت أن مقامه في أعلى عليين وليس في قعر البئر البتة.

المسألة السابعة

مسألة ذات عبرة:

لقد اضطررت إلى بيان إكرام رباني وحماية إلهية يخصان خدمة القرآن وحدَها. بدلالة سبع أمارات تشدّ القوة المعنوية لقسمٍ من أصحابي الذين تعرّضوا للشبهات وأصابهم الفتورُ في العمل للقرآن. وذلك لكي أنقذ بعضَ أصحابي من مرهفي الأعصاب الذين يتأثرون بسرعة.

فالأمارات السبعة، أربعةٌ منها تعود لأشخاص كانوا أصدقاء وأصحاب اتخذوا طورَ العداء لكوني خادماً للقرآن وليس لشخصي بالذات. وتلبّسوا بهذا الطور لمقاصد دنيوية، فتلقَوا الصفعات خلافَ مقصودهم.

أما الأمارات الثلاث الباقية فتعود لأفراد كانوا أصدقاء ومخلصين حقيقيين، وهم لا يزالون كذلك. إلّا أنهم لم يُظهروا طورَ الرجولة والشهامة -الذي يقتضيه الوفاء والأخوة- كسباً لودّ أهل الدنيا وإعجابهم بهم، وليغنَموا مغنماً دنيوياً ويسلَموا من المصائب والبلايا. ولكن أصحابي الثلاثة هؤلاء تلقَّوا عتاباً -مع الأسف- خلاف مقصودهم.

الشخص الأول: ممن كانوا أصدقاء في الظاهر ثم بدر منهم طورُ العداء، هو مدير مسؤول، طلب مني نسخة من كتاب «الكلمة العاشرة» بتوسل وإلحاح وبعدة وسائط، فأعطيتُه إياها، إلاّ أنه تقلّد طور العداء وترك صداقتي علّه يترقى في الوظيفة، وسلّم الرسالة


Yükleniyor...