ثانياً: إن الحقائق الإيمانية التي كتبتُها، خاطبت بها نفسي مباشرة، ولا أدعو إليها الناس جميعاً، بل الذين أرواحُهم محتاجة وقلوبُهم مجروحة يتحرَّون عن تلك الأدوية القرآنية، فيجدونها. يُستثنى من هذا تكليفي أحدَ الأفاضل بطبع رسالتي التي تخص الحشر، قبل تنفيذ الحروف الحديثة، وذلك لكسب قوتي وتأمين معيشتي، ولكن الوالي السابق الظالم تجاهي دقق تلك الرسالة، وعندما لم يجد ما ينتقده لم يتعرض لها.

المسألة الثالثة: إن بعض أصدقائي يتبرأون مني ظاهراً، بل ينتقدونني، ليحببوا أنفسَهم إلى أهل الدنيا المرتابين مني؛ بينما أهلُ الدنيا وهم الدساسون قد حملوا تبرئة هؤلاء واجتنابهم عني محمَل الرياء وانعدام الوجدان بدلاً من أن يحملوها محمل الحب والإخلاص لهم. لذا بدأوا ينظرون إليهم نظر الريب.

وأنا أقول: يا رفقائي في الآخرة!

لا تهربوا من خدمتي للقرآن العظيم؛ لأنه لا يلحقكم ضررٌ مني بإذن الله. حتى لو وقع عليَّ الظلم، وأتت المصيبةُ، فلا يمكنكم أن تنجوا منها بالبراءة مني، بل تستأهلون أكثر لأن تنزلَ بكم مصيبة أو تداهمَكم لطمةُ تأديب.. ثم ماذا حدث حتى تنتابكم الريوب والأوهام؟.

المسألة الرابعة: في أيام منفاي هذه.. أرى أناساً ممن سقطوا في حمأة السياسة وابتُلوا بالإعجاب بالنفس، ينظرون إليّ نظرةً تتسم بالمنافسة والانحياز إلى جهة. وكأنني مثلهم ذو علاقة مع تيارات دنيوية.

فيا أيها السادة! اعلموا أنني في صف الإيمان وفي تياره وحده، ويواجهني تيارُ الإلحاد. ولا علاقة لي أصلاً بأي تيار آخر.

فالذي يتخذ وضع المنافس والمخالف لي، ويتعرض لي ويسبب إيلامي، إن كان ممن يعمل لقاء أجرة، ربما يجد شيئاً من العذر في تصرفاته هذه. ولكن الذي لا يعمل لقاء أجرة، وإنما يقوم بمثل هذه المعاملات باسم الغيرة والحمية، فليعلم أنه يرتكب خطأ أيّما خطأ، لأنه -كما أثبتناه سابقاً- لا علاقة لي قطعاً بالسياسة الجارية في الدنيا، فلقد نذرت حياتي وحصرت وقتي كلَّه لنشر حقائق الإيمان والقرآن، لذا فليفكر جيداً من يتعرض لي ويتخذ موقف المنافس، إنه في حكم المتعرض للإيمان في سبيل الزندقة والإلحاد.


Yükleniyor...