الإشارة السابعة عشرة
إنَّ أعظم معجزة للرسول الكريم ﷺ بعد القرآن الكريم هو ذاتُه المباركة، أي ما اجتمع فيه ﷺ من الأخلاق السامية والخصال الفاضلة، وقد اتفق الأعداءُ والأولياء على أنه أعلى الناس قدراً وأعظمُهم محلاً وأكملهُم محاسن وفضلاً. حتى إن بطل الشجاعة الإمام علي رضي الله عنه يقول: «إنا كنا إذا حَمي البأسُ -ويُروى اشتد البأس- واحمرّت الحَدَق اتقينا برسول الله ﷺ»... (462) وهكذا كان ﷺ في ذروة ما لا يرقى إليها أحدٌ غيره من كل خصلة حميدة كما هو في الشجاعة.
نحيل هذه المعجزة الكبرى إلى كتاب «الشفا في حقوق المصطفى» للقاضي عياض المغربي، فقد أجاد فيه حقاً وفي بيانها أيّما إجادة، وأثبتها في أجمل تفصيل.
ثم إن الشريعة الغراء التي لم يأت ولا يأتي مثلُها هي معجزة أخرى عظيمةٌ للرسول الكريم ﷺ حتى اتفق الأعداءُ والأصدقاء عليها..
نحيل تفصيلَ هذه المعجزة وبيانَها إلى جميع ما كتبناه من «الكلمات» الثلاث والثلاثين، و«المكتوبات» الثلاثة والثلاثين و«اللمعات» الإحدى والثلاثين و«الشعاعات» الثلاثة عشر.
Yükleniyor...