١٠- إنَّ عالمَ الشهادة ستارٌ مُزَركش مُلقى على عوالم الغيب.

١١- يلزم لإيجاد نقطة في مكانها الصحيح، قدرةٌ مطلقة تستطيع إيجادَ الكون كله، ذلك لأن كلَّ حرف من حروف كتاب الكون الكبير -لاسيما ما كان ذا حياة- له وجهٌ ناظر إلى كل جملةٍ من جمل الكتاب، وله عينٌ شاخصة إليها.

١٢- لقد اشتهرت حادثة: أنه بينما كان الناس يراقبون هلال العيد، ولم يره أحد، إذا بشيخ هَرِم يحلف أنه قد رأى الهلال، ثم تبين أن ما رآه لم يكن هلالاً بل شعرةٌ بيضاء مقوسة قد تدلت من حاجبه! فأين تلك الشعرة من الهلال؟ وأين حركات الذرات من فاعل تشكيل الأنواع؟

١٣- الطبيعةُ مطبعةٌ مثالية وليست طابعةً، نقشٌ لا نقّاش، قابلة للانفعال لا فاعلة، مِسطرَ لا مَصدر، نظام لا نظّام، قانون لا قدرة، شريعة إرادية لا حقيقةٌ خارجية.

١٤- إنَّ الانجذابَ والجذبة المغروزين في الوجدان -الذي هو فطرةٌ ذات شعور- ليس إلّا من جذبةٍ حقيقية جذابة.

١٥- إنَّ الفطرةَ لا تكذب، ففي البذرة ميلانٌ للنمو، إذا قال: سأنبت، سأُثمر، فهو صادق. وفي البيضة ميلانٌ للحياة، إذا قال: سأكون فرخاً، فيكون بإذن الله، وهو صادق، وإذا قال ميلانُ التجمد في غرفة من ماء: سأحتل مكاناً أوسع فلا يستطيع الحديدُ -رغم صلابته- أن يكذّبه. بل إنّ صِدقَ قولِه يفتّت الحديد، فهذه الميول إنما هي تجليات الأوامر التكوينية الصادرة عن الإرادة الإلهية.

١٦- إنَّ القدرة الأزلية التي لا تترك النملة من دون أمير والنحلَ من دون يعسوب، لا تترك البشر من دون نبي أيضاً، وإنَّ انشقاقَ القمر كما هو معجزةٌ أحمدية للإنسان في عالم الشهادة، فالمعراج أيضاً معجزة أحمدية كبرى للملائكة والروحانيات في عالم الملكوت. وقد أُثبتت ولايةُ نبوته بهذه الكرامة الباهرة، فكانت شخصيتُه المشرقة كالشعلة الوضّاءة كالبرق والبدر في عالم الملكوت.

١٧- إنَّ كلمتَي الشهادة شاهدتان إحداهما على الأخرى. فالكلمة الأولى برهان لمّي للثانية، والثانية برهان إنّي للأولى. (3)


Yükleniyor...