يا أخي! إذا أحبّ الله عبداً جعل الدنيا تعرِض عنه وتُجافيه، ويُريه الدنيا قبيحةً بغيضةً، (2) وإنك إن شاء الله من صنف أولئك المحبوبين عند الله. لا تتألم من زيادة الموانع والعوائق التي تحول دون انتشار «الكلمات». فإن ما قمت به من نشرٍ للرسائل لحد الآن، إذا حظيَ برحمته سبحانه تتفتح -إن شاء الله- تلك النوى النورية المباركة جداً أزاهير كثيرة.

إنك تسأل عدداً من الأسئلة، ولكن يا أخي العزيز إن معظم «الكلمات» وكذا «المكتوبات» كانت ترِد إلى القلب آنياً دون اختيار مني، ولهذا تصبح جميلةً لطيفة. ولو كنتُ أجيب عن الأسئلة باختياري وبعد تأمل وتفكّر وبقوة علم «سعيد القديم» يرد الجوابُ خافتاً خامداً ناقصاً. ولقد توقف تطلّع القلب -منذ فترة- وخبَتْ جذوةُ الحافظة، ولكن سنكتب جواباً في غاية الاختصار لئلا تبقى هذه الأسئلة دون جواب.

سؤالكم الأول: كيف يجب أن يكون أفضل دعاء المؤمن لأخيه المؤمن؟

الجواب: يجب أن يكون ضمن دائرة أسباب القبول؛ لأن الدعاء يكون مستجاباً ومقبولاً ضمن بعض الشروط، وتزداد الاستجابة كلّما اجتمعت شروط القبول. فمنها؛ الطهور المعنوي؛ أي الاستغفار عند الشروع بالدعاء، ثم ذكر الصلاة على الرسول ﷺ، وهي الدعاء المستجاب، وجعلها شفيعةً للدعاء، وذكر الصلاة على الرسول ﷺ أيضاً في الختام، لأن دعاءً وسط دعاءين مستَجابين يكون مستجاباً.

وأن يدعو بظهر الغيب. (3)

وأن يدعو بالمأثور من أدعية الرسول ﷺ، وما ورد في القرآن الكريم من أدعية.

مثال ذلك:

﹛﴿ رَبَّنَٓا اٰتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْاٰخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾|﹜ (البقرة: ٢٠١)


(اللّهم إني أسألك العفو والعافية لي وله في الدين والدنيا والآخرة) .. وأمثالها من الأدعية المأثورة الجامعة. (4)


Yükleniyor...