أنَّ السماوات والأرض بمثابة معسكرين في أتم طاعة وانقياد، وفي صورة ثكنة لجيشين عظيمين على أتم نظام وانتظام. وما فيهما من موجودات راقدة تحت غطاء الفناء وستار العدم تمتثل بسرعة تامة وطاعة كاملة أمراً واحداً أو إشارة من نفخٍ في صُور، لتخرج إلى ميدان الحشر والامتحان.. فانظر كيف عبّرت الآيةُ الكريمة عن الحشر والقيامة بأسلوب معجز رفيع، وكيف أشارت إلى دليل إقناعي في ثنايا المدّعى، مثلما تخرج البذور التي تسترت في جوف الأرض كالميتة، والقطرات التي انتشرت مستترة في جو السماء وانتشرت في كرة الهواء، وتُحشَر بانتظام كامل وفي سرعة تامة، فتخرج إلى ميدان التجربة والامتحان في كل ربيع، حتى تتخذَ الحبوبُ في الأرض والقطراتُ في السماء صورة الحشر والنشور، كما هو مشاهَد. وهكذا الأمر في الحشر الأكبر وبالسهولة نفسها. وإذ تُشاهد هذا هنا، فلا تقدرون على إنكار الحشر.
وهكذا، فلكم أن تقيسوا على هذه الآية ما في الآيات الأخرى من درجة البلاغة.
فهل يمكن -يا تُرى- ترجمةُ أمثال هذه الآيات الكريمة ترجمةً حقيقية؟. لا شك أنها غير ممكنة.
فإن كان ولابد، فإما أن تعطى معاني إجمالية مختصرة للآية الكريمة أو يلزم تفسير كل جملة منها في حوالي ستة أسطر.
النكتة الخامسة
لنأخذ مثلاً، جملةً قرآنية واحدة، وهي: ﹛﴿ الْحَمْدُ لِلّٰهِ ﴾|﹜ ، فإن أقصر معنى من معانيها كما تقتضيه قواعد علم النحو والبيان، هو: [كل فرد من أفراد الحمد من أي حامدٍ صَدرَ وعلى أي محمودٍ وقع من الأزل إلى الأبد خاصٌ ومستحق للذات الواجب الوجود المسمى بالله] . (2)
فقولنا: «كل فرد من أفراد الحمد» ناشئ من «ال» الاستغراق.
ومن «أي حامدٍ كان» فقد صدر من كون «الحمد» مصدراً، فيفيد العموم في مثل هذا المقام، لأن فاعله متروك.
«وعلى أي محمود وقع» يفيد العمومَ والكلية، في مقام الخطاب، لترك المفعول.
وهكذا، فلكم أن تقيسوا على هذه الآية ما في الآيات الأخرى من درجة البلاغة.
فهل يمكن -يا تُرى- ترجمةُ أمثال هذه الآيات الكريمة ترجمةً حقيقية؟. لا شك أنها غير ممكنة.
فإن كان ولابد، فإما أن تعطى معاني إجمالية مختصرة للآية الكريمة أو يلزم تفسير كل جملة منها في حوالي ستة أسطر.
النكتة الخامسة
لنأخذ مثلاً، جملةً قرآنية واحدة، وهي: ﹛﴿ الْحَمْدُ لِلّٰهِ ﴾|﹜ ، فإن أقصر معنى من معانيها كما تقتضيه قواعد علم النحو والبيان، هو: [كل فرد من أفراد الحمد من أي حامدٍ صَدرَ وعلى أي محمودٍ وقع من الأزل إلى الأبد خاصٌ ومستحق للذات الواجب الوجود المسمى بالله] . (2)
فقولنا: «كل فرد من أفراد الحمد» ناشئ من «ال» الاستغراق.
ومن «أي حامدٍ كان» فقد صدر من كون «الحمد» مصدراً، فيفيد العموم في مثل هذا المقام، لأن فاعله متروك.
«وعلى أي محمود وقع» يفيد العمومَ والكلية، في مقام الخطاب، لترك المفعول.
Yükleniyor...