إن الذين تنوّروا بنور النبي ﷺ وتربوا بتعاليمه واقتفوا أثره وهم يربون على الألوف من أمثال الشيخ الكيلاني من الأولياء الأقطاب والعلماء الأصفياء قد التقوا الملائكة والجن وتكلموا معهم، فالروايات متواترة وموفورة وقطعية. (349)

نعم إن لقاء الأمة المحمدية الملائكة والجن وتكلّمَهم معهم إنما هو أثرٌ من آثار التربية النبوية وهدايتها الخارقة.

الشعبة الثالثة

إنَّ عصمةَ الله تعالى للرسول الكريم ﷺ وحفظَه له من أذى الناس معجزةٌ باهرة وحقيقة جلية نصّ عليها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﹛﴿وَاللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾|﹜ (المائدة: ٦٧).

ففي هذه الآية الكريمة معجزات كثيرة. إذ لمّا أعلن الرسول الكريم ﷺ نبوتَه فإنه لم يتَحدَّ طائفةً واحدة ولا قوماً ولا ساسةً ولا حكاماً معينين ولا مجتمعه بل تحدى جميعَ السلاطين وجميع أهل الأديان، تحداهم جميعاً ولا عاصمَ له إلا الله، وحتى عمَّه قد ناصبَه العداء. وقومُه وقبيلتُه كانوا أعداء له، ومع هذا ظلَّ ثلاثاً وعشرين سنة من غير حارس يحرسه، رغم تعرّضه لمخاطرَ ومهالك كثيرة، ولقد عصمَه الله من الناس وحفظَه حتى انتقل إلى الملأ الأعلى باطمئنان كامل. مما يدلّنا دلالةَ الشمس في وضح النهار مدى رصانة الحقيقة التي تنطوي عليها الآية الكريمة: ﹛﴿وَاللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾|﹜ ومدى كونها نقطة استناد له ﷺ.

وسنذكر بضعاً من الحوادث التي هي ثابتة ثبوتاً قطعياً ونسوقها على سبيل المثال:

الحادثة الأولى: يروي أهلُ السيرة والحديث متفقين على أنه: عندما اجتمعت قريش على قتله ﷺ جاءهم إبليسُ في هيئة شيخ ودلّهم على أن يؤخَذ من كل قبيلة فتىً -لئلا يَقع النزاع بينهم- فسار ما يناهز مائتي رجل بقيادة أبي جهل وأبي لهب نحو بيت النبي ﷺ وكان عنده


Yükleniyor...