عَلٰى مَنْ جَاءَتْ لِدَعْوَتِه الشَّجَرُ وَنَزَلَ سُرْعَةً بِدُعَائِهِ الْمَطَرُ وَأَظَلَّتْهُ الْغَمَامَةُ مِنَ الْحَرِّ وَشَبَعَ مِنْ صَاعٍ مِنْ طَعَامِه مِأٰتٌ مِنَ الْبَشَرِ وَنَبَعَ الْمَاءُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِه ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كَالْكَوْثَرِ، وَأَنْطَقَ الله لَهُ الضَّبَّ وَالظَّبْيَ وَالْجِذْعَ وَالذِّرَاعَ وَالْجَمَلَ وَالْجَبَلَ وَالْحَجَرَ وَالْمَدَرَ، صَاحِبِ الْمِعْرَاجِ وَمَا زَاغَ الْبَصَرُ، سَيِّدِنَا وَشَفيعِنَا مُحَمَّدٍ أَلْفُ أَلْفِ صَلَاةٍ وَسَلَامٍ بِعَدَدِ كُلِّ الْحُرُوفِ الْمُتَشَكِّلَةِ فِي الْكَلِمَاتِ الْمُتَمَثِّلَةِ بِإِذْنِ الرَّحْمٰنِ في مَرَايَا تَمَوُّجَاتِ الْهَوَاءِ عِنْدَ قِرَاءَةِ كُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ الْقُرْأٰنِ مِنْ كُلِّ قَارِءٍ مِنْ أَوَّلِ النُّزُولِ إِلٰى أٰخِرِ الزَّمَانِ وَاغْفِرْلَنَا وَارْحَمْنَا يَا إِلٰهَنَا بِكُلِّ صَلَاةٍ مِنْهَا أٰمينَ.
[اعلمْ: أن دلائل النبوة الأَحمدية لا تعدّ ولا تحدّ، ولقد صنّف في بيانها أَعاظم المحققين. وأنا مع عجزي وقصوري قد بينّت شعاعاتٍ من تلك الشمس في رسالة تركية مسّماة ب«شعاعات من معرفة النبي ﷺ» وفي «المكتوب التاسع عشر». وكذا بينت إجمالاً وجوهَ إعجاز معجزاته الكبرى -أَيْ القرآن- وقد أَشرتُ بفهمي القاصر إلى أَربعين وجهاً من وجوه إعجاز القرآن في رسالة «اللوامع»، وقد بينت من تلك الوجوه واحداً وهو البلاغة الفائقة النظمية في مقدار أَربعين صحيفة من تفسيري العربي المسمى ب«إشارات الإعجاز». فإنْ شئت فارجع إلى هذه الكتب الثلاثة..] .
الرشحة الرابعة عشرة:
اعلم! أن القرآن الكريم الذي هو بحر المعجزات والمعجزة الكبرى يثبت النبوة الأحمدية والوحدانية الإلهية إثباتاً، ويقيم حججاً ويسوق براهين ويبرز أَدلة تغني عن كل برهان آخر.
فنحن هنا سنشير إلى تعريفه، ثم نشير إلى لمعاتٍ من إعجازه تلك التي أَثارت تساؤلاً لدى البعض.
Yükleniyor...