∑المكتوب الثالث عشر>

بِاسْمِهِ سُبحَانَهُ


﴿وَاِنْ مِنْ شَيْءٍ اِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِه۪﴾

السلام على من اتبع الهدى.. والملام على من اتبع الهوى

اخوتي الأعزاء!

تسألون كثيراً عن حالي وراحتي، وعن عدم مراجعتي الجهات المسؤولة للحصول على شهادة (للمنفيين) وعن عدم اهتمامي بأحوال العالَم السياسية. وحيث إن أسئلتكم تتكرر كثيراً، فضلاً عن أنها تُسأل مني معنىً، أضطر إلى الإجابة على هذه الأسئلة الثلاث بلسان «سعيد القديم» وليس بلسان «سعيد الجديد».

سؤالكم الأول:

كيف حالكم؟ أأنتم في خير وعافية؟

الجواب: إنني أحمد الله تعالى حمداً لا أُحصيه، إذ حوّل أنواعَ الظلم والمكاره التي جابهني بها أهلُ الدنيا (1) إلى أنواعٍ من الفضل والرحمة. وإليكم البيان:

بينما كنت منعزلاً في مغارة أحد الجبال، وقد طلّقت السياسةَ وتجردت عن الدنيا منشغلاً بأمور آخرتي، أخرجني أهلُ الدنيا من هناك ونفوني ظلماً وعدواناً. فجعل الخالق الرحيم الحكيم هذا النفيَ لي رحمة، إذ حوّل ذلك الانزواءَ في الجبل الذي كان معرّضاً لعوامل تُخل


Yükleniyor...