الداخلية.. وإلّا تعجزون عن الدفاع عن حقوقكم بل حتى عن الحفاظ على حياتكم، إذ لا يخفى أن طفلاً صغيراً يستطيع أن يضرب بَطَلين يتصارعان، وأن حصاة صغيرة تلعب دوراً في رفع كفة ميزان وخفض الأخرى ولو كان فيهما جبلان متوازنان.

فيا معشر أهل الإيمان!

إنَّ قوتكم تذهب أدراج الرياح من جراء أغراضكم الشخصية وأنانيتكم وتحزبكم، فقوةٌ قليلة جداً تتمكن من أن تذيقكم الذلَّ والهلاك. فإن كنتم حقاً مرتبطين بملة الإسلام فاستهدُوا بالدستور النبوي العظيم:

(المُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً) (7) وعندها فقط تسلَمون من ذل الدنيا وتنجون من شقاء الآخرة.

الوجه السادس:

إن الإخلاص واسطةُ الخلاص ووسيلة النجاة من العذاب، فالعداء والعناد يزعزعان حياةَ المؤمن المعنوية فتتأذى سلامةُ عبوديته لله، إذ يضيع الإخلاص!. ذلك لأن المعاند الذي ينحاز إلى رأيه وجماعته يروم التفوقَ على خصمه حتى في أعمال البر التي يزاولها. فلا يوفَّق توفيقاً كاملاً إلى عمل خالص لوجه الله. ثم إنه لا يوفَّق أيضاً إلى العدالة، إذ يرجِّح الموالين لرأيه الموافقين له في أحكامه ومعاملاته على غيرهم.. وهكذا يضيع أساسان مهمان لبناء البِرّ «الإخلاص والعدالة» بالخصام والعداء.

إنَّ بحث هذا الوجه يطول، فلا يتسع هذا المقام أكثر من هذا القدر، فنكتفي به.


Yükleniyor...