الهجرة، وصلّى عليه، وبعد مرور أسبوع جاء الخبر بأنه توفي في اليوم الذي أخبر فيه الرسول ﷺ.

وقال ﷺ: «أُثبتْ فإنما عليك نبيٌ وصدّيقٌ وشهيد» (56) عندما كان ﷺ مع صفوة من الصحابة الكرام على جبل أُحد -أو على حراء- (57) واهتزّ الجبلُ من تحتهم، فأفاد أن عمر وعثمان وعلي سيستشهدون، فكان كما قال.

أيها الضعيفُ ويا من مات قلبُه ويا أيها الشقي!.

لعلك تقول إنَّ محمداً ﷺ كان عبقرياً، فعرف بعبقريته هذه الأمور الغيبية وتغمض عينَك عن حقيقة النبوة الساطعة كالشمس!.

أيها المسكين! إن ما سمعتَه ليس إلّا جزءٌ من خمسة عشر نوعاً من الأنواع الكلية لمعجزاته ﷺ وقد علمتَ أنها جميعاً ثابتةٌ بروايات صحيحة وبتواتر معنوي. وأنت لم تسمع بعدُ إلّا نبذةً يسيرة مما يتعلق بالأمور الغيبية.. أفبعدَ ما يسمع الإنسان هذه المعجزات يقول لصاحبها: أنه عبقري يكشف المستقبل بفراسته؟.

هب أننا قلنا مثلك: أنه عبقري! أفيمكن أن تلتبس الرؤيةُ على مَن يملك مئات الأضعاف من الذكاء المقدس والعبقرية السامية؟ وهل يمكن لمثل هذه الشخصية السامية أن تهبط من سموّها الصادق فيخبر أخباراً عارية عن الصحة؟ أليس جنوناً وبلاهةً ما بعدها بلاهة الإعراضُ عما تخبر به هذه العبقرية الفذة حول سعادة الدارين!؟.

الإشارة البليغة السادسة

ثبت أنه ﷺ أخبر فاطمة: «إنكِ أولُ أهلي لحوقاً بي».. (58) أي أول من يموت بعده ﷺ فيتبعه من أهل البيت. وبعد ستة أشهر وقع ما قال.

وثبت أيضاً أنه ﷺ: «أخبر أبا ذر رضي الله عنه بتطريده» أي من المدينة المنورة «وبعيشه وحدَه وبموته وحدَه»، (59) وبعد عشرين سنة وقع الأمر كما أخبر.

Yükleniyor...