هم الذين يهربون من خنادقهم ومن مواضعهم، وإن أقل الجنود إصابة هم أولئك الثابتون في مواضعهم فالآية الكريمة: ﹛﴿ قُلْ اِنَّ الْمَوْتَ الَّذ۪ي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَاِنَّهُ مُلَاق۪يكُمْ ﴾|﹜ (الجمعة: ٨) تشير بمعناها الإشاري إلى أن الفارين من الموت يقابلونه أكثر من غيرهم.
الدسيسة الشيطانية الثالثة
إنَّ الشياطين يقتنصون الكثيرين بشِباك الطمع وفخِّه. ولقد أثبتنا في رسائل كثيرة ببراهينَ قاطعة استفضناها من آيات القرآن الحكيم وبيناته: «أن الرزق الحلال يأتي بنسبة العجز والافتقار لا بدرجة الاختيار والاقتدار». فهناك ما لا يحد من الإشارات والأمارات والدلائل التي تبين هذه الحقيقة منها:
إنَّ الأشجار التي هي نوع من الأحياء، والمحتاجة للرزق تقف منتصبةً في مكانها، يأتيها رزقُها ساعياً لها. بينما الحيوانات لا تتغذى ولا تنمو كالأشجار تغذيةً ونمواً كاملاً بسبب حرصها ولهاثها وراء الرزق. وإن أقل الأسماك ذكاءً وأشدَّها بلادة وأكثرها ضعفاً وعجزاً تتغذى بأفضل وجه مع أنها تعيش في الرمل فتَظهر بدينةً بصورة عامة، بينما القردة والثعالب وأمثالهما من الحيوانات المالكة للذكاء والقدرة تكون هزيلة ضعيفة لسوء معيشتها.
كل ذلك يدل على أن وساطة الرزق ليست الاقتدار بل الافتقار.
وإن حسنَ المعيشة التي يرفل بها الصغارُ -سواءً أكانوا أناساً أم حيوانات- والإحسانَ إليهم باللبن الخالص هدية لطيفة تُقدَّم من خزينة الرحمة الإلهية من حيث لا يحتسبون؛ رحمةً لضعفهم وشفقة على عجزهم، وضِيقُ العيش في الوحوش الضارية، يدل على أنَّ وسيلة الرزق الحلال هي العجز والافتقار وليست الذكاء والاقتدار.
وإن اليهود المشهورين بأنهم أحرصُ الناس على الحياة الدنيا، يسبقون الأمم في سعيهم وراء الرزق، بينما هم أكثرُ الأمم ذلة ومهانة، وأكثرهم تعرضاً لسوء المعيشة، بل حتى أغنياؤهم يعيشون عيشاً ذليلاً. ولا تجرح مسألتنا هذه تلك الأموالُ التي يحصلون عليها بالربا وأمثالها من الطرق غير المشروعة، لأنها ليست من الرزق الحلال.
وإن كثيراً من الأدباء والعلماء يعيشون عيشَ الكفاف، في حين يُثرى كثيرٌ من البلداء
الدسيسة الشيطانية الثالثة
إنَّ الشياطين يقتنصون الكثيرين بشِباك الطمع وفخِّه. ولقد أثبتنا في رسائل كثيرة ببراهينَ قاطعة استفضناها من آيات القرآن الحكيم وبيناته: «أن الرزق الحلال يأتي بنسبة العجز والافتقار لا بدرجة الاختيار والاقتدار». فهناك ما لا يحد من الإشارات والأمارات والدلائل التي تبين هذه الحقيقة منها:
إنَّ الأشجار التي هي نوع من الأحياء، والمحتاجة للرزق تقف منتصبةً في مكانها، يأتيها رزقُها ساعياً لها. بينما الحيوانات لا تتغذى ولا تنمو كالأشجار تغذيةً ونمواً كاملاً بسبب حرصها ولهاثها وراء الرزق. وإن أقل الأسماك ذكاءً وأشدَّها بلادة وأكثرها ضعفاً وعجزاً تتغذى بأفضل وجه مع أنها تعيش في الرمل فتَظهر بدينةً بصورة عامة، بينما القردة والثعالب وأمثالهما من الحيوانات المالكة للذكاء والقدرة تكون هزيلة ضعيفة لسوء معيشتها.
كل ذلك يدل على أن وساطة الرزق ليست الاقتدار بل الافتقار.
وإن حسنَ المعيشة التي يرفل بها الصغارُ -سواءً أكانوا أناساً أم حيوانات- والإحسانَ إليهم باللبن الخالص هدية لطيفة تُقدَّم من خزينة الرحمة الإلهية من حيث لا يحتسبون؛ رحمةً لضعفهم وشفقة على عجزهم، وضِيقُ العيش في الوحوش الضارية، يدل على أنَّ وسيلة الرزق الحلال هي العجز والافتقار وليست الذكاء والاقتدار.
وإن اليهود المشهورين بأنهم أحرصُ الناس على الحياة الدنيا، يسبقون الأمم في سعيهم وراء الرزق، بينما هم أكثرُ الأمم ذلة ومهانة، وأكثرهم تعرضاً لسوء المعيشة، بل حتى أغنياؤهم يعيشون عيشاً ذليلاً. ولا تجرح مسألتنا هذه تلك الأموالُ التي يحصلون عليها بالربا وأمثالها من الطرق غير المشروعة، لأنها ليست من الرزق الحلال.
وإن كثيراً من الأدباء والعلماء يعيشون عيشَ الكفاف، في حين يُثرى كثيرٌ من البلداء
Yükleniyor...