اعلم! أَنَّه كما أَنَّ الحاجات الجسمانية مختلفةٌ في الأوقات؛ كذلك الحاجات المعنوية الإنسانية أَيضاً مختلفة الأوقات. فإلى قسمٍ في كل آن ك(هو الله) للروح -كحاجة الجسم إلى الهواء- وإلى قسم في كل ساعة ك(بسم الله) وهكذا فقس.
فتكرار الآيات والكلمات إذن للدلالة على تكرّر الاحتياج، وللإشارة إلى شدة الاحتياج إليها، ولتنبيه عرق الاحتياج وإيقاظه، وللتشويق على الاحتياج، ولتحريك اشتهاء الاحتياج إلى تلك الأَغذية المعنوية.
اعلم! أَنَّ القرآن مؤسسٌ لهذا الدين العظيم المتين، وأَساسات لهذا العالم الإسلامي، ومقلِّبٌ لاجتماعيات البشر ومحوّلها ومبدّلها. وجواب لمكررات أَسئلة الطبقات المختلفة للبشرية بأَلسنة الأَقوال والأَحوال.. ولابدَّ للمؤَسس من التكرير للتثبيت، ومن الترديد للتأكيد، ومن التكرار للتقرير والتأييد.
اعلم! أَنَّ القرآن يبحث عن مسائل عظيمة ويدعو القلوب إلى الإيمان بها، وعن حقائق دقيقة ويدعو العقول إلى معرفتها. فلابدَّ لتقريرها في القلوب وتثبيتها في أَفكار العامة من التكرار في صور مختلفة وأساليب متنوعة.
اعلم! أَنَّ لكل آيةٍ ظهراً وبطناً وحدّاً ومَطلعاً، ولكل قصةٍ وجوهاً وأَحكاماً وفوائد ومقاصد، فتُذكر في موضعٍ لوجهٍ، وفي آخر لأُخرى، وفي سورةٍ لمقصدٍ وفي أُخرى لآخر وهكذا. فعلى هذا لا تكرار إلَّا في الصورة.
أمَّا إجمال القرآن الكريم بعض المسائل الكونية وإبهامه في بعض آخر فهو لمعة إعجاز ساطع وليس كما توهمه أَهلُ الإلحاد من قصور ومدار نقد.
فإن قلت: لأَي شيء لا يبحث القرآن عن الكائنات كما يبحث عنها فن الحكمة والفلسفة؟ فَيَدع بعض المسائل مجملا ويذكر أُخرى ذكراً ينسجم مع شعور العوام وأفكارهم فلا يمسّها بأَذى ولا يرهقها بل يذكرها سلساً بسيطاً في الظاهر؟
نقول جواباً: لأن الفلسفة عَدِلتْ عن طريق الحقيقة وضلَّت عنها، وقد فهمتَ حتماً من الدروس والكلمات السابقة أَنَّ القرآن الكريم إنّما يبحث عن الكائنات استطراداً، للاستدلال
فتكرار الآيات والكلمات إذن للدلالة على تكرّر الاحتياج، وللإشارة إلى شدة الاحتياج إليها، ولتنبيه عرق الاحتياج وإيقاظه، وللتشويق على الاحتياج، ولتحريك اشتهاء الاحتياج إلى تلك الأَغذية المعنوية.
اعلم! أَنَّ القرآن مؤسسٌ لهذا الدين العظيم المتين، وأَساسات لهذا العالم الإسلامي، ومقلِّبٌ لاجتماعيات البشر ومحوّلها ومبدّلها. وجواب لمكررات أَسئلة الطبقات المختلفة للبشرية بأَلسنة الأَقوال والأَحوال.. ولابدَّ للمؤَسس من التكرير للتثبيت، ومن الترديد للتأكيد، ومن التكرار للتقرير والتأييد.
اعلم! أَنَّ القرآن يبحث عن مسائل عظيمة ويدعو القلوب إلى الإيمان بها، وعن حقائق دقيقة ويدعو العقول إلى معرفتها. فلابدَّ لتقريرها في القلوب وتثبيتها في أَفكار العامة من التكرار في صور مختلفة وأساليب متنوعة.
اعلم! أَنَّ لكل آيةٍ ظهراً وبطناً وحدّاً ومَطلعاً، ولكل قصةٍ وجوهاً وأَحكاماً وفوائد ومقاصد، فتُذكر في موضعٍ لوجهٍ، وفي آخر لأُخرى، وفي سورةٍ لمقصدٍ وفي أُخرى لآخر وهكذا. فعلى هذا لا تكرار إلَّا في الصورة.
أمَّا إجمال القرآن الكريم بعض المسائل الكونية وإبهامه في بعض آخر فهو لمعة إعجاز ساطع وليس كما توهمه أَهلُ الإلحاد من قصور ومدار نقد.
فإن قلت: لأَي شيء لا يبحث القرآن عن الكائنات كما يبحث عنها فن الحكمة والفلسفة؟ فَيَدع بعض المسائل مجملا ويذكر أُخرى ذكراً ينسجم مع شعور العوام وأفكارهم فلا يمسّها بأَذى ولا يرهقها بل يذكرها سلساً بسيطاً في الظاهر؟
نقول جواباً: لأن الفلسفة عَدِلتْ عن طريق الحقيقة وضلَّت عنها، وقد فهمتَ حتماً من الدروس والكلمات السابقة أَنَّ القرآن الكريم إنّما يبحث عن الكائنات استطراداً، للاستدلال
Yükleniyor...