﹛﴿ اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾|﹜ (البقرة: ٢٥٥).

الكلمة السابعة: [ويميت]

أي أنه هو الذي يهَب الموت، أي كما أنه واهب الحياة، فهو الذي يسلبها ويمنح الموت كذلك.

نعم؛ الموت ليس تخريباً وانطفاءً كي يُسند إلى الأسباب، ويُحال على الطبيعة، بل الموت مهما يبدو ظاهراً انحلالا وانطفاءً إلّا أنه في الحقيقة مبدأ ومقدمةٌ لحياة باقية للإنسان وعنوان لتلك الحياة، مثلما تضمر البذرةُ تحت الأرض وتموت ظاهراً إلّا أنها تمضي باطناً من حياة البذرة الجزئية إلى حياة السنبل الكلية.

لذا فإن القدير المطلق الذي يهب الحياة ويديرها هو الذي يخلق الموت بلا ريب.

نشير إلى برهان عظيم لمرتبة التوحيد العظمى التي تتضمنها هذه الكلمة فنقول:

لقد بينا في النافذة الرابعة والعشرين من «المكتوب الثالث والثلاثين»:

إنَّ هذه الموجودات سيالةٌ بالإرادة الإلهية.. وإنَّ هذه الكائنات سيارةٌ بالأمر الرباني.. وإنَّ هذه المخلوقات تجري باستمرار في نهر الزمان بإذن الله، وتُرسَل من عالم الغيب ويُخلع عليها الوجودُ الظاهري في عالم الشهادة، ثم تنزل بانتظام على عالم الغيب. فتأتي دوماً من المستقبل بالأمر الإلهي وتمر على الحال الحاضرة وتتنفس فيها ثم تصب في الماضي.. فسيلانُ هذه المخلوقات في دائرة الرحمة والإحسان يتم بأسلوب في منتهى الحكمة، وسريانُها ضمن دائرة الحكمة والانتظام يكون في غاية العلم.. وجريانها ضمن دائرة الشفقة والميزان يكون في رحمة واسعة.

وهكذا تمضي هذه المخلوقات منذ البدء إلى النهاية وتكلل بالحِكَم والمصالح والنتائج والغايات الجليلة.


Yükleniyor...