«وروي عن عمر أن رسول الله ﷺ كان في محفَل من أصحابه إذ جاء أعرابيٌ قد صاد ضَباً، فقال: من هذا؟ قالوا: نبيُّ الله، فقال: واللات والعزّى لا آمنتُ بك أو يؤمن بك هذا الضَب وطرحَه بين يدي النبي ﷺ فقال النبي ﷺ له: يا ضَبُّ، فأجابه بلسان بيّن يسمعه القومُ جميعاً: لبيك وسعديك...» (328) فآمن الأعرابي.

«وعن أم سلمة: كان النبي ﷺ في صحراء، فنادته ظبيةٌ: يا رسول الله» إلى آخر الحديث «فخرجتْ تجري وهي تقول: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنك رسول الله ». (329)

وهكذا فهناك أمثال هذه النماذج كثيرة جداً. لم نبين إلّا ما اشتهر من الأمثلة القاطعة.

فيا أيها الإنسان ويا من لا يعرف هذا الرسول الكريم ﷺ ولا يطيعُه، اعتبر! واسعَ لئلا تتردّى في ما هو أدنى من الذئب والأسد، فهذه الحيوانات تعرف الرسول الكريم وتطيعه.

الشعبة الثانية

هي معرفةُ الموتى والجن والملائكة الرسولَ الكريم ﷺ، ولها وقائع كثيرة جداً سنذكر منها على سبيل المثال بضعة أمثلة مشهورة نقلها الأئمةُ الثقات.. سنذكر أولاً أمثلةَ الموتى، أما الجن والملائكة فأمثلتُها متواترة وكثيرة جداً.

المثال الأول: روى الإمام الحسن البصري، وهو إمام علماء الظاهر والباطن ومن أصدق تلاميذ الإمام علي كرم الله وجهه في عهد التابعين: «أتى رجل النبي ﷺ، فذكر له أنه طرح بُنيَّةً له في وادي كذا» فرقّ عليه رسولُ الله ﷺ «فانَطلق معه إلى الوادي وناداها باسمها: يا فلانة أجيبي بإذن الله تعالى، فخرجتْ وهي تقول: لبيك وسعديك: فقال لها: إن أبوَيك قد أسلما -فإن أحببتِ- أن أردّك عليهما. قالت: لا حاجة لي فيهما، وجدتُ الله خيراً لي منهما». (330)

المثال الثاني: روى الإمام البيهقي والإمام ابن عَدي مسنداً «عن أنس أن شاباً من الأنصار توفي، وله أمٌ عجوز عمياء -وهو وحيدُها- فسجَيناه، وعزّيناها، فقالت: ابني! قلنا: نعم. قالت: اللهم إن كنتَ تعلم أني هاجرتُ إليك وإلى نبيك رجاءَ أن تعينَني على كل شدة، فلا تحملنَّ عليّ هذه المصيبة. فما برحنا أن كشف الثوبَ عن وجهه، فطعم وطعمنا». (331)


Yükleniyor...