النكتة السابعة
وبعد ذلك وأنا أتلو: ﹛﴿ اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَق۪يمَ ❀ صِرَاطَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾|﹜ (الفاتحة: ٦-٧)، نظرت إلى قوافل البشرية الراحلة إلى الماضي، فرأيت أنّ ركبَ الأنبياء المكرمين والصديقين والشهداء والأولياء والصالحين أنورُ تلك القوافل وأسطعُها، حتى إن نوره يبدد ظلمات المستقبل؛ إذ إنهم ماضون في جادة مستقيمة كبرى تمتد إلى الأبد.. وإن هذه الجملة تبصّرني طريقَ اللحاق بذلك الركب الميمون، بل تلحقني به..
فقلت: يا سبحان الله، ما أفدحَ خسارة، وما أعظمَ هلاكَ مَن ترك الالتحاق بهذه القافلة النورانية العظمى، والتي مضت بسلام وأمان وأزالت حُجبَ الظلمات، ونوّرت المستقبل.. إن من يملك ذرةً من شعور لابد أن يدرك هذا.
وإن من ينحرف عن طريق تلك القافلة العظمى بإحداث البدع، أين سيلتمس النور ليستضئ، وإلى أين سيسلك؟.
فلقد قال قدوتنا الرسول الأكرم ﷺ (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) . (3)
فالذين استحقوا أن يطلق عليهم اسم «علماء السوء» أولئك الشقاة، أيةُ مصلحة يجدونها إزاء هذا الحديث في فتوى يفتونها، يعارضون بها بديهيات الشعائر الإسلامية، بما فيه ضرر ومن غير ضرورة، ويرون أن تلك الشعائر قابلةٌ للتبديل! فإن كان ثمة شيء، فلربما انتباهٌ موقتٌ ناشئٌ من سطوع المعنى المؤقت هو الذي خدعهم.
مثلاً: لو سُلخ جلدُ حيوان، أو نُزع غلافُ ثمرة، فإن ظرافةً مؤقتة تبدو من اللحم والثمرة، ولكن بعد مدة قليلة يسودّ ذلك اللحمُ الظريف، والثمرةُ اللطيفة، وذلك بتأثير ما يغلفهما من غلاف عرضي غريب كثيف ملوث، فيتعفنان..
كذلك التعابير الإلهية والنبوية التي هي في الشعائر الإسلامية، فهي بمثابة جلد حي مُثاب عليه. ولدى انتزاعه يظهر شيءٌ من نور المعاني موقتاً، وتطير أرواحُ تلك المعاني المباركة -بمثل ذهاب لطافة الثمرة المنزوع عنها الغلاف، تاركة ألفاظَها البشرية في القلوب والعقول المظلمة. ثم تغادر، ويذهب النورُ ولا يبقى غير الدخان.. وعلى كل حال ..
وبعد ذلك وأنا أتلو: ﹛﴿ اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَق۪يمَ ❀ صِرَاطَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾|﹜ (الفاتحة: ٦-٧)، نظرت إلى قوافل البشرية الراحلة إلى الماضي، فرأيت أنّ ركبَ الأنبياء المكرمين والصديقين والشهداء والأولياء والصالحين أنورُ تلك القوافل وأسطعُها، حتى إن نوره يبدد ظلمات المستقبل؛ إذ إنهم ماضون في جادة مستقيمة كبرى تمتد إلى الأبد.. وإن هذه الجملة تبصّرني طريقَ اللحاق بذلك الركب الميمون، بل تلحقني به..
فقلت: يا سبحان الله، ما أفدحَ خسارة، وما أعظمَ هلاكَ مَن ترك الالتحاق بهذه القافلة النورانية العظمى، والتي مضت بسلام وأمان وأزالت حُجبَ الظلمات، ونوّرت المستقبل.. إن من يملك ذرةً من شعور لابد أن يدرك هذا.
وإن من ينحرف عن طريق تلك القافلة العظمى بإحداث البدع، أين سيلتمس النور ليستضئ، وإلى أين سيسلك؟.
فلقد قال قدوتنا الرسول الأكرم ﷺ (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) . (3)
فالذين استحقوا أن يطلق عليهم اسم «علماء السوء» أولئك الشقاة، أيةُ مصلحة يجدونها إزاء هذا الحديث في فتوى يفتونها، يعارضون بها بديهيات الشعائر الإسلامية، بما فيه ضرر ومن غير ضرورة، ويرون أن تلك الشعائر قابلةٌ للتبديل! فإن كان ثمة شيء، فلربما انتباهٌ موقتٌ ناشئٌ من سطوع المعنى المؤقت هو الذي خدعهم.
مثلاً: لو سُلخ جلدُ حيوان، أو نُزع غلافُ ثمرة، فإن ظرافةً مؤقتة تبدو من اللحم والثمرة، ولكن بعد مدة قليلة يسودّ ذلك اللحمُ الظريف، والثمرةُ اللطيفة، وذلك بتأثير ما يغلفهما من غلاف عرضي غريب كثيف ملوث، فيتعفنان..
كذلك التعابير الإلهية والنبوية التي هي في الشعائر الإسلامية، فهي بمثابة جلد حي مُثاب عليه. ولدى انتزاعه يظهر شيءٌ من نور المعاني موقتاً، وتطير أرواحُ تلك المعاني المباركة -بمثل ذهاب لطافة الثمرة المنزوع عنها الغلاف، تاركة ألفاظَها البشرية في القلوب والعقول المظلمة. ثم تغادر، ويذهب النورُ ولا يبقى غير الدخان.. وعلى كل حال ..
Yükleniyor...