ولكن الله سبحانه وتعالى لا يَشغَلُني بمثل هذه الحيّات. وأُوصي إخواني: أن لا تنشغلوا بهؤلاء مالم تكن هناك ضرورة قاطعة، بل ترفّعوا عن التكلم معهم، حيث «جواب الأحمق السكوت».. ولكن انتبهوا إلى هذه النقطة:

كما أن إظهار نفسِك ضعيفاً تجاه حيوان مفترس يشجعه على الهجوم عليك، كذلك إظهار الضعف بالتزلف إلى مَن يحمل طباعَ الحيوان المفترس يسوقه إلى الاعتداء.

لذا ينبغي للأصدقاء أن يتصرفوا بحذر لئلا يَستغل الموالون للزندقة عدم مبالاتهم وغفلتهم.

النقطة الثانية

﹛﴿ وَلَا تَرْكَنُٓوا اِلَى الَّذ۪ينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ﴾|﹜ (هود: ١١٣)


هذه الآية الكريمة تتضمن تهديداً شديداً. أي أن أولئك الذين يكونون أداة بيد الظالمين ويوالونهم وينحازون إليهم، بل حتى لو كانوا يحملون أدنى ميل وعطف نحوهم، يصيبهم التهديد المرعب.

لأن الرضا بالكفر كفرٌ، كما أنَّ الرضا بالظلم ظلم.

ولقد عبّر أحدهم -من أهل الكمال- تعبيراً كاملاً عن جوهرة من جواهر هذه الآية الكريمة بالبيتين الآتيين :

إن الذي يُعين الظالمَ على ظلمه هو من أرباب الدناءة في الدنيا.

والذي يجد المتعةَ واللذة في خدمة الصياد الظالم هو كالكلب.

نعم، إنَّ بعضهم يتصرف تصرف الحية، وبعضهم يعمل عمل الكلب.

إن الذي يتجسس علينا في مثل هذه الليلة المباركة، وعلى ضيف كريم، وأثناء الدعاء والتضرع إلى الله. ويخبر عنا وكأننا نرتكب جريمة، ومن بعد ذلك يتعدى هذا التعدي، لاشك أنه معرّض للتأنيب الوارد في معنى البيتين السابقين.


Yükleniyor...