وبعد ما ذكرنا ما تنبأ به هؤلاء العارفون بإلهام من الله عن مجيء الرسول ﷺ نورد ما قاله الكهّان وتنبّأوا به من أخبار الغيب بوساطة الأرواح والجن، فقد صرّحوا بمجيء النبي ﷺ وتنبّأوا عن نبوته وهم كثيرون، إلّا أننا سوف لا نذكر إلّا ما هو في حكم المتواتر ومذكور في كتب السيرة والتاريخ ونحيل قصصَهم المطولة وأقوالَهم المُسهبة إلى كتب السيرة. فلا نذكر هنا إلّا الخلاصة.
الأول: الكاهن الموسوم ب«شِقّ» الذي كان شِقَّ إنسان يداً واحدة ورجلاً واحدة وعيناً واحدة. أخبر هذا الكاهنُ عن النبي ﷺ مراراً حتى وصلت أقوالُه حدّ التواتر. (434)
الثاني: كاهن الشام المسمى ب«سَطيح» الذي كان أعجوبة من العجائب حيث كان جسداً لا جوارح له ولا عظم فيه إلّا الرأس ووجهه في صدره، وقد عاش كثيراً، اشتهرت أخبارُه الغيبية الصادقة كثيراً حتى إن كسرى ملك فارس عندما رأى الرؤيا العجيبة التي هالته -زمن ولادة الرسول ﷺ- من انشقاق شرفات إيوانه الأربعة عشرة وسقوطها، بعث عالِماً اسمه «مويزان» ليسأل سطيحاً عن حكمة هذه الرؤيا، فأرسل إلى كسرى كلاماً بهذا المعنى: «سيحكم فيكم أربعة عشر ملكاً ثم ستُمحى سلطنتكم وتُزال دولتُكم، وسيأتي من يظهر ديناً جديداً، فيكون سبباً في زوال دينِكم ودولتكم». وهكذا أخبر سطيح خبراً صريحاً عن مجيء نبيّ آخر الزمان. (435)
وقد أخبر سَواد بن قارب الدَّوسي، (436) وخنافِر (437) وأفعى نَجران (من ملوكها)، وجذل بن جذل الكندي، (438) وابن خُلّصة الدَّوسي، (439) وفاطمة بنت النعمان النّجارية (440) وأمثالُهم من
الأول: الكاهن الموسوم ب«شِقّ» الذي كان شِقَّ إنسان يداً واحدة ورجلاً واحدة وعيناً واحدة. أخبر هذا الكاهنُ عن النبي ﷺ مراراً حتى وصلت أقوالُه حدّ التواتر. (434)
الثاني: كاهن الشام المسمى ب«سَطيح» الذي كان أعجوبة من العجائب حيث كان جسداً لا جوارح له ولا عظم فيه إلّا الرأس ووجهه في صدره، وقد عاش كثيراً، اشتهرت أخبارُه الغيبية الصادقة كثيراً حتى إن كسرى ملك فارس عندما رأى الرؤيا العجيبة التي هالته -زمن ولادة الرسول ﷺ- من انشقاق شرفات إيوانه الأربعة عشرة وسقوطها، بعث عالِماً اسمه «مويزان» ليسأل سطيحاً عن حكمة هذه الرؤيا، فأرسل إلى كسرى كلاماً بهذا المعنى: «سيحكم فيكم أربعة عشر ملكاً ثم ستُمحى سلطنتكم وتُزال دولتُكم، وسيأتي من يظهر ديناً جديداً، فيكون سبباً في زوال دينِكم ودولتكم». وهكذا أخبر سطيح خبراً صريحاً عن مجيء نبيّ آخر الزمان. (435)
وقد أخبر سَواد بن قارب الدَّوسي، (436) وخنافِر (437) وأفعى نَجران (من ملوكها)، وجذل بن جذل الكندي، (438) وابن خُلّصة الدَّوسي، (439) وفاطمة بنت النعمان النّجارية (440) وأمثالُهم من
Yükleniyor...