الحادثة الرابعة: روى أئمة الحديث برواية مشهورة قريبة من التواتر، وذكر أكثر علماءُ التفسير؛ أن سبب نزول الآية الكريمة: ﴿اِنَّا جَعَلْنَا ف۪ٓي اَعْنَاقِهِمْ اَغْلَالًا فَهِيَ اِلَى الْاَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ❀ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ اَيْد۪يهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَاَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾ (يس٨- ٩) (359) أن أبا جهل أقسم؛ لئن أرى محمداً ساجداً لأضربنّه بهذه الصخرة «فجاءه بصخرةٍ وهو ساجد وقريش ينظرون، ليطرحها عليه فلزقتْ بيده ويبسَتْ يداه إلى عنقه» (360) وبعد أن أتم الرسول ﷺ صلاتَه انصرف وانطلقت يدُ أبي جهل. إما بإذنه ﷺ أو لانتفاء الحاجة.
إن الوليد بن المغيرة «أتى النبيَّ ﷺ ليقتُله بصخرة كبيرة فطمَس الله على بصره فلم يَرَ النبيَّ ﷺ، وسمع قولَه فرجع إلى أصحابه فلم يرهم حتى نادوه» (361) حتى إذا خرج الرسول ﷺ من المسجد عاد بصرُه، لانتفاء الحاجة.
وثبت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه: بعدما نزلت سورة ﴿تَبَّتْ يَدَٓا اَب۪ي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾ أتت أمُّ جميل، امرأةُ أبي لهب الملقبة بحمالة الحطب «رسولَ الله ﷺ وهو جالس في المسجد ومعه أبو بكر وفي يدها فِهر (362) من حجارة فلما وقفَتْ عليهما لم ترَ إلّا أبا بكر وأخذ
Yükleniyor...