وروى أنه ﷺ أتاه أعرابي «فاخترط سيفَه ثم قال: مَن يمنعك مني؟ فقال: الله! فارتعدتْ يدُ الأعرابي وسقط سيفُه» فأخذه النبي ﷺ وقال: ومَن يمنعك الآن؟ ثم عفا عنه النبي ﷺ «فرجع إلى قومه وقال: جئتُكم من عند خير الناس. (358) وقد حكيت مثل هذه الحكاية أنها جرت له يوم بدر وقد انفرد من أصحابه لقضاء حاجته فتتبّعه رجلٌ من المنافقين، وذكر مثله» أنه رفع سيفه ليهوي به على رسول الله ﷺ وإذا به ينظر إليه فيرتعد المنافقُ ويسقط السيف من يده.

الحادثة الرابعة: روى أئمة الحديث برواية مشهورة قريبة من التواتر، وذكر أكثر علماءُ التفسير؛ أن سبب نزول الآية الكريمة: ﹛﴿اِنَّا جَعَلْنَا ف۪ٓي اَعْنَاقِهِمْ اَغْلَالًا فَهِيَ اِلَى الْاَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ ❀ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ اَيْد۪يهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَاَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ﴾|﹜ (يس٨- ٩) (359) أن أبا جهل أقسم؛ لئن أرى محمداً ساجداً لأضربنّه بهذه الصخرة «فجاءه بصخرةٍ وهو ساجد وقريش ينظرون، ليطرحها عليه فلزقتْ بيده ويبسَتْ يداه إلى عنقه» (360) وبعد أن أتم الرسول ﷺ صلاتَه انصرف وانطلقت يدُ أبي جهل. إما بإذنه ﷺ أو لانتفاء الحاجة.

إن الوليد بن المغيرة «أتى النبيَّ ﷺ ليقتُله بصخرة كبيرة فطمَس الله على بصره فلم يَرَ النبيَّ ﷺ، وسمع قولَه فرجع إلى أصحابه فلم يرهم حتى نادوه» (361) حتى إذا خرج الرسول ﷺ من المسجد عاد بصرُه، لانتفاء الحاجة.

وثبت عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه: بعدما نزلت سورة ﹛﴿تَبَّتْ يَدَٓا اَب۪ي لَهَبٍ وَتَبَّ﴾|﹜ أتت أمُّ جميل، امرأةُ أبي لهب الملقبة بحمالة الحطب «رسولَ الله ﷺ وهو جالس في المسجد ومعه أبو بكر وفي يدها فِهر (362) من حجارة فلما وقفَتْ عليهما لم ترَ إلّا أبا بكر وأخذ


Yükleniyor...