علي رضي الله عنه فأمره أن ينام على فراشه وانتظرهم الرسول ﷺ حتى أتت قريش وحاصروا البيت «فخرج عليهم ﷺ من بيته فقام على رؤوسهم وقد ضرب الله تعالى على أبصارهم وذرّ الترابَ على رؤوسهم، وخَلَصَ منهم». (350)

وأيضاً «حمايته عن رؤيتهم في الغار بما هيأ الله من الآيات ومن العنكبوت الذي نسج عليه.. ووقفت حمامتان على فم الغار». (351)

الحادثة الثانية: وهي قصة سراقة بن مالك (352) «حين الهجرة، وقد جعلتْ قريش فيه ﷺ وفي أبي بكر الجعائل (353) فأنذر به، فركب فرسه واتبعه حتى إذا قرُب منه دعا عليه النبي ﷺ فساختْ قوائمُ فرسه فخرّ عنها... ثم ركب ودنا حتى سمع قراءَة النبي ﷺ وهو لا يلتفت وأبو بكر رضي الله عنه يلتفت وقال للنبي ﷺ أوتينا، فقال: لا تحزن إن الله معنا» كما قاله في الغار «فساخت ثانية إلى ركبتَيها وخرّ عنها فزجرها فنهضت ولقوائمها مثلُ الدخان، فناداهم بالأمان، فكتب له النبي ﷺ أماناً... وأمرَه النبي ﷺ أن لا يترك أحداً يلحق بهم فانصرف».

«وفي خبر آخر أن راعياً عرف خبرهما، فخرج يشتد يُعلِمُ قريشاً فلما ورد مكة ضُرب على قلبِه، فما يدري ما يصنع وأُنسِيَ ما خرج له حتى رجع إلى موضعه» (354) ثم عرف أنه قد أُنسيَ.

الحادثة الثالثة: يروي أئمة الحديث بطرق متعددة أنه في غزوة (غطفان) و (أنمار) أراد رئيسُ قبيلته وهو «غورث بن الحارث المحاربي أن يفتك بالنبي ﷺ فلم يَشعر به ﷺ إلّا وهو قائم على رأسه منتضياً سيفَه فقال: اللهم اكفنيه بما شئتَ فانكبّ لوجهه من زُلَّخةٍ (355) زُلَّخَها بين كتفيه وندر (356) سيفُه من يده». (357)


Yükleniyor...