يديه ركوةٌ، (131) فتوضأ، فجهش الناسُ نحوَه فقال: مالَكم؟ قالوا: ليس عندنا ماءٌ نتوضأ ولا نشرب، إلّا ما بين يديك. قال جابر: فوضع النبي ﷺ يدَه في الركوة فجعل الماءُ يثور من بين أصابعه، كأمثال العيون، فشربنا وتوضأنا. قال سالم: قلتُ لجابر: كم كنتم؟ قال: لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة». (132)
فترى أن رواة هذه المعجزة يبلغون ألفاً وخمسمائة رجل من حيث المعنى لأن الإنسان مفطورٌ على أن يفضح الكذبَ ويقول للكذب: هذا كذب. فكيف بهؤلاء الصحابة الكرام الذين ضحَّوا بأرواحهم وأموالهم وآبائهم وأبنائهم وأقوامهم وقبائلهم في سبيل الحق والصدق؟ فضلا عن أنه محالٌ أن يسكتوا على الكذب بعدما سمعوا التهديد المرعب في الحديث الشريف: «مَن كذَب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعدَه من النار». (133) فما داموا لم يعترضوا على الخبر بل قبلوه ورضوا به، فقد أصبحوا إذن مشتركين في الرواية ومصدِّقين لها من حيث المعنى.
المثال الثالث: تروي الكتبُ الصحاح «ومنها البخاري ومسلم» في ذكر غزوة «بُواطٍ» (134) أن جابراً قال: «قال لي رسولُ الله ﷺ: يا جابر نادِ الوضوءَ» فقيلَ لا يوجد لدينا الماء. فأراد ماءً يسيراً. «فأُتي به النبيَ ﷺ فغمزه، (135) وتكلّم بشيء لا أدري ما هو. وقال: نادِ بجفنة الركب، فأتيتُ فوضعتُها بين يديه، وذكر أن النبي ﷺ بَسَط يدَه في الجفنة وفرّق أصابعَه. وصبّ جابرٌ عليه وقال: بسم الله! قال: فرأيت الماء يفورُ من بين أصابعه، ثم فارت الجفنةُ واستدارت حتى امتلأت، وأمر الناسَ بالاستقاء، فاستقَوا حتى رَووا. فقلت: هل بقيَ أحدٌ له حاجة؟ فرفع رسول الله ﷺ يده من الجفنة وهي ملأى». (136)
فهذه المعجزة الباهرة متواترةٌ من حيث المعنى، لأن جابراً كان في مقدمة المشاهدين فمن حقه إذن أن يتكلم هو فيها، ويعلنها على لسان القوم حيث كان يخدم الرسول ﷺ آنذاك.
وفي رواية ابن مسعود في الصحيح: «ولقد رأيتُ الماء ينبعُ من بين أصابع رسول الله ﷺ». (137)
فترى أن رواة هذه المعجزة يبلغون ألفاً وخمسمائة رجل من حيث المعنى لأن الإنسان مفطورٌ على أن يفضح الكذبَ ويقول للكذب: هذا كذب. فكيف بهؤلاء الصحابة الكرام الذين ضحَّوا بأرواحهم وأموالهم وآبائهم وأبنائهم وأقوامهم وقبائلهم في سبيل الحق والصدق؟ فضلا عن أنه محالٌ أن يسكتوا على الكذب بعدما سمعوا التهديد المرعب في الحديث الشريف: «مَن كذَب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعدَه من النار». (133) فما داموا لم يعترضوا على الخبر بل قبلوه ورضوا به، فقد أصبحوا إذن مشتركين في الرواية ومصدِّقين لها من حيث المعنى.
المثال الثالث: تروي الكتبُ الصحاح «ومنها البخاري ومسلم» في ذكر غزوة «بُواطٍ» (134) أن جابراً قال: «قال لي رسولُ الله ﷺ: يا جابر نادِ الوضوءَ» فقيلَ لا يوجد لدينا الماء. فأراد ماءً يسيراً. «فأُتي به النبيَ ﷺ فغمزه، (135) وتكلّم بشيء لا أدري ما هو. وقال: نادِ بجفنة الركب، فأتيتُ فوضعتُها بين يديه، وذكر أن النبي ﷺ بَسَط يدَه في الجفنة وفرّق أصابعَه. وصبّ جابرٌ عليه وقال: بسم الله! قال: فرأيت الماء يفورُ من بين أصابعه، ثم فارت الجفنةُ واستدارت حتى امتلأت، وأمر الناسَ بالاستقاء، فاستقَوا حتى رَووا. فقلت: هل بقيَ أحدٌ له حاجة؟ فرفع رسول الله ﷺ يده من الجفنة وهي ملأى». (136)
فهذه المعجزة الباهرة متواترةٌ من حيث المعنى، لأن جابراً كان في مقدمة المشاهدين فمن حقه إذن أن يتكلم هو فيها، ويعلنها على لسان القوم حيث كان يخدم الرسول ﷺ آنذاك.
وفي رواية ابن مسعود في الصحيح: «ولقد رأيتُ الماء ينبعُ من بين أصابع رسول الله ﷺ». (137)
Yükleniyor...