الترمذي والبيهقي، عن أبى هريرة رضي الله عنه أنه قال: أصاب الناسَ مخمصةٌ في إحدى الغزوات -وفي رواية في غزوة تبوك- «فقال لي رسول الله ﷺ: هل من شيء؟ قلتُ: نعم شيءٌ من التمر في المزوَد» (125) وفي رواية خمس عشرة تمرة «قال فأْتني به، فأدخَل يدَه فأخرج قبضةً فبسطها ودعا بالبركة. ثم قال ادعُ عشرةً، فأكلوا حتى شبعوا، ثم عشرة كذلك، حتى أطعم الجيشَ كلَّهم وشبعوا، قال: خذ ما جئت به وأدخِل يدَك واقبض منه ولا تكُبَّه، فقبضتُ على أكثر مما جئتُ به، فأكلتُ منه وأطعمتُ حياة رسول الله ﷺ وحياة أبى بكر وعمر إلى أن قُتل عثمان فانتهبَ مني فذهب. وفي رواية فقد حملتُ من ذلك التمر كذا وكذا من وسق في سبيل الله». (126)
وهكذا، فإن معجزة البركة التي يرويها أبو هريرة، وهو الذي تتلمذ على معلّم الكون وسيده محمد ﷺ ولازمَ مدرسةَ الصفّة وبزّ فيها بالحفظ بدعاء النبي له، فهذا الصحابي الجليل يروي هذه الرواية في مجمّع من الناس -كغزوة تبوك- فلا بد أن تكون هذه الرواية متواترةٌ من حيث المعنى، وقويةٌ متينة بقوة الجيش كلِّه أي كما لو كان الجيشُ كلُّه يرويها.
المثال السادس عشر: ثبت في صحيح البخاري والصحاح الأخرى: أن الجوع أصابَ أبا هريرة، «فاستَتَبعَه النبي ﷺ، فوجد لبناً في قدح أُهدي إليه، وأمره أن يدعو أهلَ الصُفة. قال: فقلتُ ما هذا اللبن فيهم، كنتُ أحقَّ أن أصيبَ منه شربةً أتقوّى بها، فدعَوتُهم»، وكانوا ينوفون على المائة، فأمر ﷺ أن اسقيهم «فجعلتُ أُعطي الرجل فيشرب حتى يروي. ثم يأخذه الآخر حتى رَوِي جميعُهم قال: فأخذ النبي ﷺ القدحَ وقال: بقيتُ أنا وأنت، أُقعُد فاشرب. فشربتُ ثم قال: اشرب. وما زال يقولها وأشربُ حتى قُلتُ: لا، والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً. فأخذ القدحَ وحمد الله وسمّى وشرب الفضلة». (127) فهنيئاً لك مائة ألف مرة يا رسول الله.
فهذه المعجزة السليمة من شوائب الشك والخالصة اللطيفة كاللبن قد روتها كتب الصحاح وفي مقدمتها صحيح الإمام البخاري الذي كان حافظاً لخمسمائة ألف حديث.
وهكذا، فإن معجزة البركة التي يرويها أبو هريرة، وهو الذي تتلمذ على معلّم الكون وسيده محمد ﷺ ولازمَ مدرسةَ الصفّة وبزّ فيها بالحفظ بدعاء النبي له، فهذا الصحابي الجليل يروي هذه الرواية في مجمّع من الناس -كغزوة تبوك- فلا بد أن تكون هذه الرواية متواترةٌ من حيث المعنى، وقويةٌ متينة بقوة الجيش كلِّه أي كما لو كان الجيشُ كلُّه يرويها.
المثال السادس عشر: ثبت في صحيح البخاري والصحاح الأخرى: أن الجوع أصابَ أبا هريرة، «فاستَتَبعَه النبي ﷺ، فوجد لبناً في قدح أُهدي إليه، وأمره أن يدعو أهلَ الصُفة. قال: فقلتُ ما هذا اللبن فيهم، كنتُ أحقَّ أن أصيبَ منه شربةً أتقوّى بها، فدعَوتُهم»، وكانوا ينوفون على المائة، فأمر ﷺ أن اسقيهم «فجعلتُ أُعطي الرجل فيشرب حتى يروي. ثم يأخذه الآخر حتى رَوِي جميعُهم قال: فأخذ النبي ﷺ القدحَ وقال: بقيتُ أنا وأنت، أُقعُد فاشرب. فشربتُ ثم قال: اشرب. وما زال يقولها وأشربُ حتى قُلتُ: لا، والذي بعثك بالحق ما أجد له مسلكاً. فأخذ القدحَ وحمد الله وسمّى وشرب الفضلة». (127) فهنيئاً لك مائة ألف مرة يا رسول الله.
فهذه المعجزة السليمة من شوائب الشك والخالصة اللطيفة كاللبن قد روتها كتب الصحاح وفي مقدمتها صحيح الإمام البخاري الذي كان حافظاً لخمسمائة ألف حديث.
Yükleniyor...