«فتتبَّعتُهم حتى جمَعتُهم. فوُضعَت بين أيدينا صفحةٌ، فأكلنا ما شئنا، وفرَغنا، وهي مثلُها حين وُضِعت، إلَّا أن فيها أثرُ الأصابع». (117)

فأبو هريرة يدلي بهذا الخبر باسم أصحابِ الصفّة مستنداً إلى تصديقهم. فهي روايةٌ قطعية إذن وكأن جميعَ أهل الصفة روَوها. فهل يمكن أن يكون هذا الخبرُ خلاف الحق والصواب ثم لا ينكر عليه أولئك الصادقون الكاملون ولا يردّونه؟.

المثال العاشر: ثبت برواية صحيحة أن الإمام علياً رضي الله عنه قال: «جمعَ رسولُ الله ﷺ يوماً بني عبد المطلب وكانوا أربعين، منهم قومٌ يأكلون الجدعة ويشربون الفرق» أي منهم من يأكل فرع الجمل ويشرب أربع أوقيات من الحليب «فصنع لهم مُدّاً من طعامٍ فأكلوا حتى شبعوا وبقي كما هو، ثم دعا بعسّ» أي إناء من خشب حليباً يكفي لثلاثة أو أربعة «فشربوا حتى رووا. وبقي كأنه لم يشرب». (118)

فهذا مثال واحد لمعجزة بركةِ الطعام وهو بقطعية شجاعةِ علي رضي الله عنه وصدقه.

المثال الحادي عشر: ثبت برواية صحيحة «في إنكاح النبي ﷺ لعلي فاطمةَ أن النبيَ ﷺ أمَر بلالاً بقصعة من أربعة أمدادٍ أو خمسة ويذبح جَزوراً (119) لوليمتها. قال: فأتيتُه بذلك فطعَن في رأسها، ثم أدخل الناسَ رُفقة رفقة يأكلون منها، حتى فرغوا، وبقيت منها فضلةٌ، فبرّك فيها وأمر بحملها إلى أزواجه، وقال: «كُلنَ وأطعِمن مَن غشيكن». (120) حقاً! إن مثل هذا الزواج الميمون لحريٌّ بمثل هذه المعجزة في البركة.

المثال الثاني عشر: روى جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه زين العابدين عن علي رضي الله عنه: «أن فاطمة طبختْ قدراً لغذائهما ووجّهت علياً إلى النبي ﷺ ليتغذى معهما، فأمَرها فغرفَت منها لجميع نسائه صفحةً صفحة ثم له ﷺ ولعلي ثم لها ثم رفعت القِدر وأنها لتفيضُ، قالت: فأكلنا منها ما شاء الله». (121)


Yükleniyor...