فقلت: توكلنا على الله. إذن ابقَ معي.
ثم بدأنا بالسير معاً حتى صعدنا قمة جبل رغم أنه لا داعي ولا مناسبة لذلك. وكان لدينا قليل من الماء مع شيء من الشاي والسكر.
قلت: يا أخي اعمل لنا قليلاً من الشاي. وبدأ بالعمل.
وجلست أنا تحت شجرة قطران أتأمل في مشاهدة وادٍ عميق، وأفكر بأسف وأسى: ليس لدينا إلّا كسرة من خبز متعفن ربما يكفينا كلينا هذا المساء. ولكن كيف باليومين التاليين. فماذا أقول لهذا الرجل الطيب النقي السريرة!
وبينما أنا غارق في هذا إذا برأسي كأنه يُدار إلى الشجرة فالتفتُّ وإذا بي أرى رغيفاً كبيراً فوق شجرة القطران ينظر إلينا بين أغصانها، قلت: أبشر يا سليمان فقد أنعم الله سبحانه علينا برزق. فأخذنا الخبز من الشجرة وفتشنا عن أثر من آثار الحيوانات والطيور عليه. وإذا به سالمٌ من أي تعرض كان من الحيوانات. فضلاً عن أنه لم يصعد هذا الجبل منذ ثلاثين يوماً أحد من الناس. فكفانا ذلك الرغيف يومين. وما أن أوشك على النفاد إذا بالرجل الصادق «سليمان»(∗) الذي كان صديقاً صادقاً طوال أربع سنوات يصعد الجبل متوجهاً نحونا آتياً لنا بالخبز.
رابعها: إن هذه السترةَ (الجاكيت) قد اشتريتُها مستعملةً قبل سبع سنوات. وكفَت أربعُ ليرات ونصف الليرة لمصاريف خمس سنوات مضت للملابس والحذاء والجوارب، فلقد كفتني البركةُ والاقتصاد والرحمة الإلهية.
وهناك أمثلة كثيرة شبيهة بهذا، إذ إن للبركة الإلهية جهات شتى. وأن أهالي هذه القرية يعرفون كثيراً من أمثلة البركة. ولكن حذار حذار أن يذهب بكم الظن أنني أذكر هذه الأمثلة
Yükleniyor...