خواصَّ متميزةً بسبب الصحبة النبوية، بحيث لا يمكن للأولياء أن يبلغوا مرتبتَهم أصلاً فضلاً عن أن يتفوقوا عليهم. ولا يمكنهم أن يبلغوا قطعاً مرتبة الأنبياء.
الثالثة: وهي ترجيح بعض المتطرفين والمتعصبين جداً للطريقة لأوراد طريقتهم وآدابها على أذكار السنة النبوية الشريفة، فيسقطون بذلك إلى منزلق مخالفة السنة النبوية وتركِها، في الوقت الذي يظلون متشبثين بأوراد طريقتهم، أي أنهم يسلكون سلوك غير المبالي بآداب السنة النبوية الشريفة فيهوون في الورطة، وكما أثبتنا في «كلمات» كثيرة، وكما أكّد كبارُ محققي الطرق كالإمام الغزالي والإمام الرباني:
«إنَّ إتباع سُنةٍ واحدة من السنن النبوية يكون مقبولاً عند الله أعظم من مائة من الآداب والنوافل الخاصة. إذ كما أن فرضاً واحداً يرجح ألفاً من السنن، فإن سُنة واحدة من السنن النبوية ترجح ألفاً من آداب التصوف».
الرابعة: إنَّ بعض المتطرفين من أهل التصوف يظنون خطأً أنَّ «الإلهام» بمرتبة «الوحي»، كما يعتبرون الإلهام نوعاً من أنواع الوحي فيسقطون في هذا المزلق الخطير، وقد برهنّا سابقاً في «الكلمة الثانية عشرة» و «الكلمة الخامسة والعشرين» المتعلقة بإعجاز القرآن وفي رسائل أخرى؛ كيف أنَّ الوحي سامٍ وعالٍ وساطع وضّاء وكلّي شامل بينما الإلهام بالنسبة إليه جزئي وخافت.
الخامسة: إنَّ بعض المتصوفين ممن لم يدركوا تماما سر الطريقة -في كونها وسيلة وليست غاية بحد ذاتها- قد ينجذبون ويتوجهون إلى ما يُفاض عليهم من الكرامات والأذواق والأنوار، تلك التي توهَب ولا تُسأل إذ يمنحها الله سبحانه تقويةً للضعفاء، وتشجيعاً للمتكاسلين، وتخفيفاً من المشقة والسأم -الذي يعتريهم من شدة الإجهاد في العبادة- فينجرون إلى تفضيل تلك الكرامات والأذواق والأنوار على فروض الدين والخدمة تحت لوائه وقراءة الأذكار والأوراد، فيسقطون في هذا المزلق.
وقد سبق أن أجملنا في النقطة الثالثة من «التلويح السادس» وفي «كلمات» أخرى، بأن هذه الدنيا هي دار خدمة وعمل وليست دار ثواب ومكافأة، فالذين يرغبون في قطف ثمار أعمالهم في هذه الحياة الفانية، إنما يستبدلون المكافأة الدنيوية الفانية بثمار الآخرة الأبدية الباقية، فضلاً عن أنَّ هذا يدل على بقايا تعلقٍ بالدنيا ورغبة في الاستمتاع بها، ويكون هذا سبباً في
الثالثة: وهي ترجيح بعض المتطرفين والمتعصبين جداً للطريقة لأوراد طريقتهم وآدابها على أذكار السنة النبوية الشريفة، فيسقطون بذلك إلى منزلق مخالفة السنة النبوية وتركِها، في الوقت الذي يظلون متشبثين بأوراد طريقتهم، أي أنهم يسلكون سلوك غير المبالي بآداب السنة النبوية الشريفة فيهوون في الورطة، وكما أثبتنا في «كلمات» كثيرة، وكما أكّد كبارُ محققي الطرق كالإمام الغزالي والإمام الرباني:
«إنَّ إتباع سُنةٍ واحدة من السنن النبوية يكون مقبولاً عند الله أعظم من مائة من الآداب والنوافل الخاصة. إذ كما أن فرضاً واحداً يرجح ألفاً من السنن، فإن سُنة واحدة من السنن النبوية ترجح ألفاً من آداب التصوف».
الرابعة: إنَّ بعض المتطرفين من أهل التصوف يظنون خطأً أنَّ «الإلهام» بمرتبة «الوحي»، كما يعتبرون الإلهام نوعاً من أنواع الوحي فيسقطون في هذا المزلق الخطير، وقد برهنّا سابقاً في «الكلمة الثانية عشرة» و «الكلمة الخامسة والعشرين» المتعلقة بإعجاز القرآن وفي رسائل أخرى؛ كيف أنَّ الوحي سامٍ وعالٍ وساطع وضّاء وكلّي شامل بينما الإلهام بالنسبة إليه جزئي وخافت.
الخامسة: إنَّ بعض المتصوفين ممن لم يدركوا تماما سر الطريقة -في كونها وسيلة وليست غاية بحد ذاتها- قد ينجذبون ويتوجهون إلى ما يُفاض عليهم من الكرامات والأذواق والأنوار، تلك التي توهَب ولا تُسأل إذ يمنحها الله سبحانه تقويةً للضعفاء، وتشجيعاً للمتكاسلين، وتخفيفاً من المشقة والسأم -الذي يعتريهم من شدة الإجهاد في العبادة- فينجرون إلى تفضيل تلك الكرامات والأذواق والأنوار على فروض الدين والخدمة تحت لوائه وقراءة الأذكار والأوراد، فيسقطون في هذا المزلق.
وقد سبق أن أجملنا في النقطة الثالثة من «التلويح السادس» وفي «كلمات» أخرى، بأن هذه الدنيا هي دار خدمة وعمل وليست دار ثواب ومكافأة، فالذين يرغبون في قطف ثمار أعمالهم في هذه الحياة الفانية، إنما يستبدلون المكافأة الدنيوية الفانية بثمار الآخرة الأبدية الباقية، فضلاً عن أنَّ هذا يدل على بقايا تعلقٍ بالدنيا ورغبة في الاستمتاع بها، ويكون هذا سبباً في
Yükleniyor...