ففي الصحيفة الثالثة والأربعين من الشعاع الثاني، هناك سبعة من لفظ «القرآن» تتناظر كلها.

وفي الصحيفة السادسة والخمسين التي فيها تسعة من لفظ «القرآن»، تتناظر ثماني كلمات منها.

وهذه الصحيفة التاسعة والستون -التي أمام أبصارنا- توجد خمسة ألفاظ من «القرآن» تتناظر جميعها. وهكذا تتناظر ألفاظ «القرآن» المكررة الواردة في جميع الصفحات. وقلما يُستثنى واحدٌ من كل خمسة أو ستة ألفاظ منه. وأما سائر التوافقات، ففي الصحيفة الثالثة والثلاثين -التي هي أمامنا- خمسة عشر لفظاً ل «أمْ»، تتناظر أربعة عشر منها، وكذلك في هذه الصحيفة التي أمام أعيننا، تتناظر تسعة من لفظ «الإيمان»، وانحرف واحد انحرافاً قليلاً، بوضع المستنسخ فاصلة بين الكلمات. وكذا في هذه الصحيفة التي أمامنا يتناظر لفظان من لفظ «المحبوب» أحدهما في السطر الثالث والآخر في السطر الخامس عشر، فهما يتناظران تناظراً جميلاً بميزان تام، وقد صُفّت بينهما أربعة من ألفاظ «العشق» متناظرة.

وهكذا، تقاس التوافقات الغيبية الأخرى على هذه.

فهذه التوافقات موجودة -لا محالة- بشكل من الأشكال في «الرسائل» أياً كان المستنسخ، وكيفما كانت الأسطر والصفحات، بحيث لا تدع شبهة من أنها ليست نتيجة المصادفة، ولا من نتاج تفكير المؤلف والمستنسخ، ولكن التوافقات في خط بعض المستنسخين تلفت الأنظار أكثر، بمعنى أن لهذه «الرسائل» خطاً حقيقياً خاصاً بها، وأن بعض المستنسخين يقترب من ذلك الخط.

ومن غرائب الأمور؛ أن هذه التوافقات أكثر ظهوراً لدى المستنسخين غير الماهرين. مما يُفهم منه أن المزايا والفضائل والظرافة في «الكلمات» التي هي نوع من تفسير القرآن الكريم ليست ملكَ أحد. بل إن ملابسَ الأساليب الموزونة المنتظمة التي تناسب قامة الحقائق القرآنية المباركة الجميلة المنتظمة، لا تُفصَّل ولا تخاط باختيار أحد ولا بشعوره، بل إن وجودَها هو الذي يقتضي أن يكون الأمر هكذا. وأن يداً غيبية هي التي تفصّلها وتخيطها وتُلبسها حسب تلك القامة.

أما نحن فترجمانٌ فيها وخادم ليس إلّا.


Yükleniyor...