نفرض أن هناك منارة عالية تناطح السماء، وتحتها مباشرة بئرٌ عميقة قعرها في مركز الأرض، وثمة فريقان من الناس يتناقشان حول إثبات موقع المؤذن الذي يبلغ صوتُه إلى الناس كافة في البلاد كلها. أي في أي مرتبة من درجات سلّم المنارة يقف المؤذن، اعتباراً من السماء إلى مركز الأرض؟.
يقول الفريق الأول: إن المؤذن في قمة المنارة، يرفع الأذان من هناك. ويُسمع العالمَ أجمع. لأننا نسمع ذلك الأذان العلوي الندي، وعلى الرغم من أن كل واحد منا لا يستطيع رؤيته هناك فإن كلاً منا يراه حسب درجته أثناء صعوده ونزوله من المنارة.
ومن ذلك يُعلم أن ذلك المؤذن يصعد المنارة، وأينما كان موقعُه فهو صاحب مقام عالٍ.
أما الفريق الآخر، وهو فريق الشيطان الأحمق، فيقول:
- كلا، إن موقع المؤذن في قعر البئر وليس في قمة المنارة، أينما شوهد. علماً أنه لم يشاهده أحدٌ أصلاً في قعر البئر ولا يستطيع رؤيته هناك إلّا إن كان حجراً ثقيلاً لا إرادة له، عندئذ فقط يمكن رؤيته هناك.
وبعد، فإن ميدان نقاش وصراع هاتين الفئتين المتعارضتين، هو المسافة الممتدة من قمة المنارة إلى قعر البئر.
فجماعةُ أهل النور وهم حزب الله؛ يبيّنون موقع ذلك المؤذن في قمة المنارة لمن كان نظره يرقى إلى هناك، ويبينون أن له مرتبة رفيعة في درجات سلم المنارة لقاصري النظر الذين لا يرقى نظرُهم إلى الدرجات الرفيعة. أي يبينون مرتبته الرفيعة لِكلٍ حسب أُفق نظره ومداه. لذا فإنّ أمارةً صغيرة تكفيهم وتثبت لهم أن ذلك المؤذن الفاضل ليس جسماً كالحجر الجامد، بل هو كالإنسان الكامل يستطيع أن يصعد إلى أعلى المراتب وأن يشاهد وهو يرفع الأذان من هناك.
أما الفئة الأخرى؛ وهم حزب الشيطان، فيقولون: إما أن تُظهروه لنا وهو في قمة المنارة، أو أن مقامه في قعر البئر. فيحكمون هذا الحكم بحماقة غير متناهية.
فهم لا يعلمون -لحماقتهم- أن عدم ظهوره لكل الناس في قمة المنارة ناشئ من عجز
يقول الفريق الأول: إن المؤذن في قمة المنارة، يرفع الأذان من هناك. ويُسمع العالمَ أجمع. لأننا نسمع ذلك الأذان العلوي الندي، وعلى الرغم من أن كل واحد منا لا يستطيع رؤيته هناك فإن كلاً منا يراه حسب درجته أثناء صعوده ونزوله من المنارة.
ومن ذلك يُعلم أن ذلك المؤذن يصعد المنارة، وأينما كان موقعُه فهو صاحب مقام عالٍ.
أما الفريق الآخر، وهو فريق الشيطان الأحمق، فيقول:
- كلا، إن موقع المؤذن في قعر البئر وليس في قمة المنارة، أينما شوهد. علماً أنه لم يشاهده أحدٌ أصلاً في قعر البئر ولا يستطيع رؤيته هناك إلّا إن كان حجراً ثقيلاً لا إرادة له، عندئذ فقط يمكن رؤيته هناك.
وبعد، فإن ميدان نقاش وصراع هاتين الفئتين المتعارضتين، هو المسافة الممتدة من قمة المنارة إلى قعر البئر.
فجماعةُ أهل النور وهم حزب الله؛ يبيّنون موقع ذلك المؤذن في قمة المنارة لمن كان نظره يرقى إلى هناك، ويبينون أن له مرتبة رفيعة في درجات سلم المنارة لقاصري النظر الذين لا يرقى نظرُهم إلى الدرجات الرفيعة. أي يبينون مرتبته الرفيعة لِكلٍ حسب أُفق نظره ومداه. لذا فإنّ أمارةً صغيرة تكفيهم وتثبت لهم أن ذلك المؤذن الفاضل ليس جسماً كالحجر الجامد، بل هو كالإنسان الكامل يستطيع أن يصعد إلى أعلى المراتب وأن يشاهد وهو يرفع الأذان من هناك.
أما الفئة الأخرى؛ وهم حزب الشيطان، فيقولون: إما أن تُظهروه لنا وهو في قمة المنارة، أو أن مقامه في قعر البئر. فيحكمون هذا الحكم بحماقة غير متناهية.
فهم لا يعلمون -لحماقتهم- أن عدم ظهوره لكل الناس في قمة المنارة ناشئ من عجز
Yükleniyor...