دَعِ الصُراخَ يا مسكين، وتوكَّلْ على اللّه في بلواك.


إنَّما الشَّكوى بَلاء.


بل بَلاءٌ في بَلاء، وأَثام في أَثام في بلاء.


إذا وجدتَ مَن ابتلاك،


عاد البلاءُ عطاءً في عطاء، وصفاءً في صفاء، ووفاءً في بلاء.


دَعِ الشَّكوى، واغْنَمْ الشُّكر كالبلابلِ؛ فالأَزهارُ تبتسم من بهجة عاشقها البلبل.


فبغير اللّه دنياكَ آلام وعذاب، وفناء وزوال، وهباء في بلاء.


فتعالَ، توكَّلْ عليه في بلواك!


ما لكَ تصرخ من بَليَّةٍ صغيرةٍ، وأَنتَ مُثقلٌ ببلايا تَسَعُ الدُّنيا.


تَبسَّمْ بالتوكُّلِ في وجه البلاء، ليبتسمَ البلاء.


فكُلَّما تبسّم صَغُر وتَضَاءَلَ حتى يَزول.


وقلت كما قال أَحدُ أساتذتي مولانا جلال الدين الرومي(∗) مخاطباً نفسه:

اُو گُفْتِ : «أَلَسْتُ» وَتُوگُفْتِى: «بَلى»


شُكْرِ «بَلى» چِيسْتْ؟ كَشِيدَنْ بَلَا


سِرِّ بَلَا چِيسْتْ كِه يَعْنِى


مَنَمْ حَلْقَه زَنِ دَرْگَهِ فَقْرُ وفَنَا (5)


«أتدري ما سر دفع البلاء؟.. إنه طَرقُ باب الفقر والاستغناء عن الناس».


وحينئذٍ قالت نفسي: أجل! أجل!. إن الظلمات لتتبددُ وبابَ النور لينفتح بالعجز والتوكل والفقر والالتجاء . فالحمد لله على نور الإيمان والإسلام.

وقد رأيت هذه الفقرة من «الحكم العطائية» المشهورة تنطوي على حقيقة جليلة وهي قوله:


Yükleniyor...