بمعنى أن الطريقة النقشبندية لها ثلاثة مشاهد:

أولها وأسبقها وأعظمها: هو خدمة الحقائق الإيمانية خدمة مباشرة ، تلك الخدمة التي سلكها الإمام الرباني في أخريات أيامه.

الثاني: خدمة الفرائض الدينية والسنة النبوية تحت ستار الطريقة.

الثالث: السعي لإزالة الأمراض القلبية عن طريق التصوف والسير بخطى القلب.

فالأول من هذه الطرق هو بحكم الفرض، والثاني بحكم الواجب، والثالث بحكم السنة.

فما دامت الحقيقة هكذا؛ فإني أخال أن لو كان الشيخ عبد القادر الكيلاني(∗) والشاه النقشبند(∗) والإمام الرباني وأمثالُهم من أقطاب الإيمان رضوان الله عليهم أجمعين في عصرنا هذا، لبذلوا كل ما في وسعهم لتقوية الحقائق الإيمانية والعقائد الإسلامية، ذلك لأنهما منشأ السعادة الأبدية، وأن أي تقصير فيهما يعني الشقاء الأبدي.

نعم، لا يمكن دخول الجنة من دون إيمان، بينما يدخلها الكثيرون جداً دون تصوف. فالإنسان لا يمكن أن يعيش دون خبز، بينما يمكنه العيش دون فاكهة. فالتصوف فاكهة والحقائق الإسلامية خبز.

وفيما مضى كان الصعود إلى بعضٍ من حقائق الإيمان يستغرق أربعين يوماً، بالسير والسلوك، وقد يطول إلى أربعين سنة. ولو هيأت الرحمةُ الإلهية في الوقت الحاضر طريقاً للصعود إلى تلك الحقائق لا يستغرق أربعين دقيقة! فليس من العقل أن لا يُبالى بهذا الطريق؟!

فالذين قرأوا بإنعام ثلاثاً وثلاثين رسالة من «الكلمات» يقرّون بأن تلك «الكلمات» قد فتحت أمامهم طريقاً قرآنياً قصيراً كهذا.

فما دامت الحقيقة هكذا. فإني اعتقد أنَّ «الكلمات» التي كُتبت لبيان أسرار القرآن هي أنجعُ دواء لأمراض هذا العصر وأفضلُ مرهم يمرّر على جروحه، وأنفعُ نور يبدد هجمات خيول الظلام الحالك على المجتمع الإسلامي، وأصدق مرشد ودليل لأولئك الحيارى الهائمين في وديان الضلالة.

Yükleniyor...