يعد من الأَسباب الموجبة لإعطاء السعادة الأَبدية من الرحمة والعناية والحكمة والعدالة المشهودات -المتوقف كونها رحمة وعناية وحكمة وعدالة على وجود الآخرة- وكذا جميع الأَسماء القدسية-التي هي أسباب مقتضية- أَسباباً مقتضية لها، لكفى دعاء هذا الشخص النوراني لأَنْ يبني ربُّه له ولأَبناء جنسه الجنة، كما يُنشئ لنا في كل ربيع جناناً مزينة بمعجزات مصنوعاته. فكما صارت رسالته سبباً لفتح هذه الدار الدنيا للامتحان والعبودية، كذلك صار دعاؤه في عبوديته سبباً لفتح دار الآخرة للمكافآت والمجازاة.
فهل يمكن أَنْ يقبل هذا الانتظام الفائق، في هذه الرحمة الواسعة، في هذه الصنعة الحسنة بلا قصور، في هذا الجمال بلا قبح -بدرجة أَنطقَ أهل التحقيق والعقل ب«ليس في الإمكان أبدع مما كان» (474) -أَنْ تتغير هذه الحقائق إلى قبح مشين، وظلم موحش، وتشوش عظيم. أَيْ بعدم مجيء الآخرة؟ إذ سماع أَدنى صوت من أَدنى خلق في أَدنى حاجة وقبولها بأَهمية تامة، مع عدم سماع أَرفع صوت ودعاء في أَشد حاجة، وعدم قبول أَحسن مسؤول، في أَجمل أَمل ورجاء؛ قبحٌ ليس مثله قبح وقصور لا يساويه قصور، حاشا ثم حاشا وكلّا.. لا يقبل مثل هذا الجمال المشهود بلا قصور مثل هذا القبح المحض.
فيا رفيقي في هذه السياحة العجيبة، أَلَا يكفيك ما رأَيتَ؟ فإن أردتَ الإحاطة فلا يمكن، بل لو بقينا في هذه الجزيرة مائة سنة ما أَحطنا ولا مللنا من النظر بجزء واحد من مائة جزء من عجائب وظائفه، وغرائب إجراآته..
فَلْنرجع القهقرى، ولْنَنظرْ عصراً عصراً، كيف اخضرَّتْ تلك العصور واستفاضت من فيض هذا العصر؟ نعم، ترى كل عصر تمر عليه قد انفتحتْ أَزاهيرُه بشمس عصر السعادة، وأَثمر كلُ عصر من أمثال أَبي حنيفة والشافعي وأَبي يزيد البسطامي والجنيد والشيخ عبد القادر الكيلاني.. و الإمام الغزالي و الشاه النقشبند و الإمام الرباني ونظائرهم أُلوفُ ثمراتٍ منوراتٍ من فيض هداية ذلك الشخص النوراني. فلنؤخر تفصيلات مشهوداتنا في رجوعنا إلى وقت آخر، ونصلِّي ونسلِّم على ذلك الذات النوراني الهادي، ذي المعجزات بصلوات وسلام تشير إلى قسم من معجزاته:
فهل يمكن أَنْ يقبل هذا الانتظام الفائق، في هذه الرحمة الواسعة، في هذه الصنعة الحسنة بلا قصور، في هذا الجمال بلا قبح -بدرجة أَنطقَ أهل التحقيق والعقل ب«ليس في الإمكان أبدع مما كان» (474) -أَنْ تتغير هذه الحقائق إلى قبح مشين، وظلم موحش، وتشوش عظيم. أَيْ بعدم مجيء الآخرة؟ إذ سماع أَدنى صوت من أَدنى خلق في أَدنى حاجة وقبولها بأَهمية تامة، مع عدم سماع أَرفع صوت ودعاء في أَشد حاجة، وعدم قبول أَحسن مسؤول، في أَجمل أَمل ورجاء؛ قبحٌ ليس مثله قبح وقصور لا يساويه قصور، حاشا ثم حاشا وكلّا.. لا يقبل مثل هذا الجمال المشهود بلا قصور مثل هذا القبح المحض.
فيا رفيقي في هذه السياحة العجيبة، أَلَا يكفيك ما رأَيتَ؟ فإن أردتَ الإحاطة فلا يمكن، بل لو بقينا في هذه الجزيرة مائة سنة ما أَحطنا ولا مللنا من النظر بجزء واحد من مائة جزء من عجائب وظائفه، وغرائب إجراآته..
فَلْنرجع القهقرى، ولْنَنظرْ عصراً عصراً، كيف اخضرَّتْ تلك العصور واستفاضت من فيض هذا العصر؟ نعم، ترى كل عصر تمر عليه قد انفتحتْ أَزاهيرُه بشمس عصر السعادة، وأَثمر كلُ عصر من أمثال أَبي حنيفة والشافعي وأَبي يزيد البسطامي والجنيد والشيخ عبد القادر الكيلاني.. و الإمام الغزالي و الشاه النقشبند و الإمام الرباني ونظائرهم أُلوفُ ثمراتٍ منوراتٍ من فيض هداية ذلك الشخص النوراني. فلنؤخر تفصيلات مشهوداتنا في رجوعنا إلى وقت آخر، ونصلِّي ونسلِّم على ذلك الذات النوراني الهادي، ذي المعجزات بصلوات وسلام تشير إلى قسم من معجزاته:
Yükleniyor...