ولا يتباطأ عن عمله قيدَ أنملة، مما يدفع كل متأمل فيه إلى القول: سبحان من تحيّر في صنعه العقول. إذ يأخذ القمر شكلَ هلال رقيق، ولاسيما نهاية شهر آيار، مثلما يحدث في أحيان أخرى. ويتخذ شكل عرجون قديم أثناء دخوله منزل الثريا. حتى لكأن الثريا عنقود يتدلى بهذا العرجون القديم من وراء ستار الخضراء (1) القاتمة، مما يوحي للخيال وجود شجرة عظيمة نورانية وكأن غصناً دقيقاً من تلك الشجرة قد خرق ذلك الستار وأخرج نهايته مع عنقود هناك، وصارا الثريا والهلال.
هذه اللوحة الرائعة تلقي إلى الخيال أن النجوم الأخرى ثمراتُ تلك الشجرة الغيبية. فشاهد لطافةَ الآية الكريمة: ﹛﴿كَالْعُرْجُونِ الْقَد۪يمِ﴾|﹜ وذق حلاوة بلاغتها.
ثم خطرت بالبال الآيةُ الكريمة: ﹛﴿هُوَ الَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمُ الْاَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا ف۪ي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِه۪ۜ وَاِلَيْهِ النُّشُورُ﴾|﹜ (الملك: ١٥) التي تشير إلى أن الأرض سفينة مسخّرة ودابّة مأمورة. من هذه الإشارة رأيت نفسي في موقع رفيع من تلك السفينة العظيمة السائرة سريعاً في فضاء الكون، فقرأت: ﹛﴿سُبْحَانَ الَّذ۪ي سَخَّرَ لَنَا هٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِن۪ينَ﴾|﹜ (الزخرف: ١٣) التي يُسنّ قراءتها حين ركوب الدابة من فرس وسفينة وغيرهما. (2)
وكذا رأيت أن الكرة الأرضية، قد أخذت بهذه الحركة طور ماكينة السينما التي تبين المشاهد وتعرضُها، فحرّكتْ ما في السماوات من نجوم، وبدأت تسوقها سوقَ الجيش، عارضةً مناظر جذابة ومشاهدَ لطيفة تُوقع أهلَ الفكر والعقل في حيرة وإعجاب، وتجعلهم في نشوة من مشاهدتها. فقلت: سبحان الله... ما أقلَّ هذه التكاليف التي تؤدى بها هذه الأعمال العظام العجيبة الغريبة والراقية الرفيعة؟
ومن هذه النقطة خطرت بالبال نكتتان إيمانيتان:
أولاها: قبل بضعة أيام سألني أحد ضيوفي سؤالاً، أساس سؤاله المنطوي على شبهة هو: أن الجنة وجهنم بعيدتان جداً، هب أن أهلَ الجنة يمرون ويطيرون كالبَرق والبُراق من المحشر ويدخلون الجنة بلطف إلهي. ولكن كيف يذهب أهلُ جهنم إلى جهنم وهم يرزحون تحت أثقال أجسادهم وأحمال ذنوبهم الجسيمة؟ وبأية وساطة يذهبون إليها؟
هذه اللوحة الرائعة تلقي إلى الخيال أن النجوم الأخرى ثمراتُ تلك الشجرة الغيبية. فشاهد لطافةَ الآية الكريمة: ﹛﴿كَالْعُرْجُونِ الْقَد۪يمِ﴾|﹜ وذق حلاوة بلاغتها.
ثم خطرت بالبال الآيةُ الكريمة: ﹛﴿هُوَ الَّذ۪ي جَعَلَ لَكُمُ الْاَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا ف۪ي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِه۪ۜ وَاِلَيْهِ النُّشُورُ﴾|﹜ (الملك: ١٥) التي تشير إلى أن الأرض سفينة مسخّرة ودابّة مأمورة. من هذه الإشارة رأيت نفسي في موقع رفيع من تلك السفينة العظيمة السائرة سريعاً في فضاء الكون، فقرأت: ﹛﴿سُبْحَانَ الَّذ۪ي سَخَّرَ لَنَا هٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِن۪ينَ﴾|﹜ (الزخرف: ١٣) التي يُسنّ قراءتها حين ركوب الدابة من فرس وسفينة وغيرهما. (2)
وكذا رأيت أن الكرة الأرضية، قد أخذت بهذه الحركة طور ماكينة السينما التي تبين المشاهد وتعرضُها، فحرّكتْ ما في السماوات من نجوم، وبدأت تسوقها سوقَ الجيش، عارضةً مناظر جذابة ومشاهدَ لطيفة تُوقع أهلَ الفكر والعقل في حيرة وإعجاب، وتجعلهم في نشوة من مشاهدتها. فقلت: سبحان الله... ما أقلَّ هذه التكاليف التي تؤدى بها هذه الأعمال العظام العجيبة الغريبة والراقية الرفيعة؟
ومن هذه النقطة خطرت بالبال نكتتان إيمانيتان:
أولاها: قبل بضعة أيام سألني أحد ضيوفي سؤالاً، أساس سؤاله المنطوي على شبهة هو: أن الجنة وجهنم بعيدتان جداً، هب أن أهلَ الجنة يمرون ويطيرون كالبَرق والبُراق من المحشر ويدخلون الجنة بلطف إلهي. ولكن كيف يذهب أهلُ جهنم إلى جهنم وهم يرزحون تحت أثقال أجسادهم وأحمال ذنوبهم الجسيمة؟ وبأية وساطة يذهبون إليها؟
Yükleniyor...