جدار.. فانبعث أحدهم ليطرح عليه رَحىً فقام النبي ﷺ فانصرف» (367) فبطل ما كانوا يفعلون بحفظ الله.

وهناك حوادث كثيرة من أمثال هذه الحادثة. فيروي الإمام البخاري ومسلم وأئمة الحديث «عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي ﷺ يُحرَس حتى نزلت هذه الآية: ﹛﴿وَاللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ﴾|﹜ فأخرج رسول الله ﷺ رأسه من القبة: يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني ربي عزّ وجل». (368)

∗ ∗ ∗


هذه الرسالة توضح منذ البداية إلى هنا:

إنَّ كل نوع من أنواع هذه الكائنات، وكل عالم منها، يَعْرف النبي ﷺ وله معه رابطةٌ وعلاقة. إذ تُظهر معجزاتهﷺ من كل نوع من أنواع الكائنات، أي أن هذا النبيَّ الكريم ﷺ رسولٌ ومبعوث من قبل الله بوصفه ربّ العالمين وخالق الكون.

نعم، كما أن موظفاً مرموقاً ومفتشاً ذا منزلةٍ عند السلطان تعرفه كلُّ دائرة من دوائر الدولة، وإذا ما دخل أياً منها سيلقى ترحاباً حاراً؛ لأنه مأمورٌ من قِبَل السلطان الأعظم، إذ لو فرضنا أنه كان مفتشاً للعدل فحسب، فسوف ترحّب به دوائر العدل فقط، ولا تعرفه جيداً الدوائر الأخرى، ولو كان مفتشاً عاماً للجيش فلا تعرفُه الدوائر الرسمية الأخرى للدولة.. بينما يُفهَم من الأمثلة السابقة أن جميعَ دوائر السلطنة الإلهية تعرفه ﷺ معرفةً جيدة أو يعرّفه الله لهم ابتداءً من الملائكة إلى الذباب والعنكبوت. فهو بلا شك خاتمُ الأنبياء ورسول رب العالمين، وأن رسالته عامةٌ للكائنات قاطبة لا تختص بأمةٍ دون أمة كغيره من الأنبياء والمرسلين.


Yükleniyor...