الثالث: «كانت لأم مالك الصحابية عكةٌ (281) تُهدي فيها للنبي ﷺ سمناً فأمرها النبي ﷺ أن لا تعصرها ثم دفعها إليها، فإذا هي مملوءةٌ سمناً فيأتيها بنوها يسألونها الأدْمَ وليس عندهم شيءٌ، فتعمدُ إليها، فتجد فيها سمناً، فكانت تقيم إدمَها حتى عصرَتها» (282) فلم يجدوا فيها شيئاً بعد ذلك.

المثال السابع: إن المياه المُرّة تتحول إلى عذبةٍ حلوة وتفوحُ منها رائحةٌ طيبة ببركة دعاء النبي ﷺ ولَمسه لها. نسوق بضعة أمثلة فقط:

الأول: روى البيهقي وأئمة الحديث أن بئر «قُبا» كانت تنزف في بعض الأحيان «وسكب من فضل وضوئِه في بئر قُبا فما نزفَت بعد». (283)

الثاني: روى أبو نعيم في دلائل النبوة، ورجال الحديث أنه كان في دار أنس بئرٌ فبزق ﷺ فيها ودعا «فلم يكن في المدينة أعذبَ منها». (284)

الثالث: روى ابن ماجه أنه ﷺ «أُتي بدلوٍ من ماء زمزم فمجَّ فيه فصار أطيبَ من المسك». (285)

الرابع: روى الإمام أحمد بن حنبل أنه ﷺ أُتي بدلو من بئر فمجّ فيه ثم أُفرغ فيها فصارت أطيبَ من المسك. (286)

الخامس: روى حماد بن سلمة وهو من الرجال الموثوقين الذين يروي عنهم الإمام مسلم، أنه ﷺ ملأ «سقاءَ ماءٍ بعد أن أوكاه ودعا فيه» وأعطاه لصحابة كرام وأمرَهم ألّا يحلّوه إلّا للوضوء. «فلما حضرتهم الصلاةُ نزلوا فحلّوه فإذا به لبن طيب وزبدة في فمه». (287)

هذه الأمثلة الخمسة الجزئية مشهورة بعضها، وينقلها أئمة أعلام. فهذه والتي لم نذكرها هنا بمجموعها تحقق بالتواتر المعنوي هذه المعجزة تحققاً كاملاً.

Yükleniyor...