الأول: دعا على عُتبة بن أبي لهب، وقال: «اللّهم سلِّط عليه كلباً من كلابك». فسافر عتبة بعد ذلك فجاء أسدٌ يبحث عنه، فأخذه من بين القافلة وأكله. (275) هذه الحادثة مشهورة نقلها أئمة الحديث وصححوها.

الثاني: بعث الرسول ﷺ سرية وعلى رأسها عامر بن الأضبط، وكان محلِّم بن جثَّامة في معيته، فاغتاله محلِّم غدراً، فلما جاء الخبرُ إلى النبي ﷺ غضب وقال: اللهم لا تغفر لمحلِّم، فمات محلِّم بعد سبعة أيام. «فلفظتهُ الأرضُ ثم ووري فلفظتهُ مرات، فألقوه بين صُدَّين وضموا عليه بالحجارة. الصُّدُّ جانب الوادي». (276)

الثالث: «وقال لرجل رآه يأكل بشماله: كُلْ بيمينك، قال: لا أستطيع فقال: لا استطعتَ، فلم يرفعها إلى فيه». (277)

المثال السادس: سنذكر عدة خوارق ثابتة ثبوتاً قطعياً من تلك التي ظهرت بدعاء النبي ﷺ وبلَمسه.

الأول: أن النبي ﷺ أعطى شعراتٍ من شعره إلى خالد بن الوليد (سيف الله) ودعا له بالنصر، فوضعها خالدٌ في قلنسوته «فلم يشهد بها قتالاً إلّا رُزق النصرَ». (278)

الثاني: أن سلمان الفارسي كان عبداً لليهود، فكاتَبَه «مواليه على ثلاثمائة ودية يغرسها لهم كلها تَعْلَقُ وتُطعم وعلى أربعين أوقية من ذهب، فقام ﷺ وغرسها له بيده إلّا واحدةً غرسها غيرُه، فأخذت كلُّها إلّا تلك الواحدة فقلعها النبيُّ ﷺ وردّها فأخذت. في كتاب البزار، فأطعم النخلُ من عامِه إلّا الواحدة فقلعَها رسولُ الله ﷺ وغرسها فأطعمت من عامها. (279) وأعطاه مثل بيضة الدجاجة من ذهب بعد أن أدارها على لسانه، فوزن منها لمواليه أربعين أُوقية وبقي عنده مثل ما أعطاهم». (280) هذه الحادثة هي من الخوارق المهمة التي مرت بحياة سلمان الفارسي رضي الله عنه، رواها الأئمة الثقات.

Yükleniyor...