المثال الثاني: روى البخاري ومسلم وغيرهما: أنَّ الرسول ﷺ أعطى الراية علياً يومَ خيبر، وكان رمداً، فلما تفل في عينه أصبح ترياقاً لعينه فبرئت بإذن الله. (224)

ولما جاء الغد أخذ عليٌّ بابَ القلعة وهو من حديد وكأنه ترس في يده، وفتح القلعة.

«ونفث على ضربةٍ بساقِ سلَمة بن الأكوَع يوم خيبر فبرِئت». (225)

المثال الثالث: «روى النسائي عن عثمان بن حُنَيف: أن أعمىً أتى إلى رسول الله ﷺ، فقال: يا رسول الله ادعُ الله أنْ يكشف لي عن بصري. قال: أوَ أدعك؟ قال: يا رسول الله إنه قد شقّ عليّ ذهاب بصري. قال: فانطلِق فتوضأْ ثم صلِّ ركعتين ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمدٍ نبيّ الرحمة، يا محمدُ إني أتوجه إلى ربّك بك، أن يكشف لي عن بصري، اللهمُّ شفِّعه فيّ، وشفِّعني في نفسي. فرجَع وقد كشفَ الله عن بصره». (226)

المثال الرابع: «قطع أبو جهل يوم بدر يدَ معوَّذ بن عفراء» أحد الأربعة عشر الذين استشهدوا في بدر «فجاء يحملُ يدَه فبصق عليها رسولُ الله ﷺ وألصقَها فلَصَقتْ، رواه ابن وهب» وهو من أئمة الحديث- ثم عاد إلى القتال فقاتل حتى استشهد. (227)

«ومن روايته أيضاً: أن خُبيب بن يساف أُصيب يومَ بدر مع رسول الله ﷺ، بضربةٍ على عاتقِه حتى مال شِقُّه، فردَّه رسولُ الله ﷺ، ونفثَ عليه حتى صحّ». (228)

فهاتان الحادثتان وإن كانتا آحادية إلّا أن تصحيحَ الإمام الجليل ابن وهب لهما، وكون وقوعهما في منبع المعجزات، بدر، ولوجود شواهد كثيرة من أمثالهما يجعلهما لا يشك أحدٌ في وقوعهما.

وهكذا هناك ألفُ مثال ومثال قد ثبت بالأحاديث الصحيحة، من أن يدَ الرسول الأعظم ﷺ أصبحت شفاءً ودواءً لذوي العاهات والمرضى.


Yükleniyor...