وعن بُريْدَة عن طريق ابن صاحب الأسلمي بنقل صحيح: «سأل أعرابي النبي ﷺ آيةً، فقال له: قل لتلك الشجرة، رسولُ الله يدعوكِ. قال: فمالت الشجرة عن يمينها وشمالها وبين يديها وخلفها، فتقطعت عروقُها، ثم جاءت تَخدّ الأرض تَجرُّ عروقها مُغيّرة (152) حتى وقفت بين يدي رسول الله ﷺ. فقالت: السلام عليك يا رسول الله. قال الأعرابي: مُرها فلترجع إلى منبتها، فَرَجَعَت فدلّت (153) عروقها فاستوت. فقال الأعرابي: ائذن لي أسجُد لك. قال: لو أمرتُ أحداً أن يسجُدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجها، قال: فأْذنْ لي أن أقبِّلَ يديك ورجليك، فأذِن له». (154)
المثال الثالث: روى مسلم وأصحابُ الكتب الصحاح الأخرى عن جابر رضي الله عنه: أنه قال: كنا في سفر مع رسول الله، «ذهب رسولُ الله يقضي حاجته، فلم يَرَ شيئاً يستتر به، فإذا بشجرتين بشاطئ الوادي، فانطلق رسولُ الله ﷺ إلى إحداهما، فأخذ بغصنٍ من أغصانها، فقال: انقادي عليّ بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش (155) الذي يصانع قائده، وذكر أنه فعل بالأخرى مثل ذلك حتى إذا كان بالمنصف (156) بينهما، قال: التئما عليّ بإذن الله. فالتأمتا» (157) فجلس خلفها، وبعد أن قضى حاجته، أمر أن يعودَ كلٌّ منهما إلى مكانها.
«وفي رواية أخرى، فقال: يا جابر! قل لهذه الشجرة: يقول لك رسول الله الحقي بصاحبتك حتى أجلس خلفكما. فزحفت حتى لحقت بصاحبتها. فجلس خلفهما، فخرجتُ
Yükleniyor...