«.. خرَّج أهلُ الصحيح والأئمة: ما أعلَمَ به ﷺ أصحابَه مما وعَدهم به من الظهور على أعدائه وفتح مكة (29) وبيت المقدس (30) و اليمن و الشام و العراق.. (31) وتُفتح خيبر (32) وأخبر عن «قسمَتِهم كنوزَ كسرى و قيصر» (33) أكبر دولتين في العالم في ذلك العهد. ثم إنه ﷺ حينما كان يخبر بهذا الخبر الغيبي لم يقُل: أظن، أحسب، ربما.. وإنما أخبر عن عِلم يقيني كأنه واقع يراه.. وقد وقع كما أخبر، علماً أنه عندما أخبر بهذا الخبر كان مأموراً بالهجرة، وأصحابُه قليلون، والعالم كلُّه ومَن حول المدينة أعداءٌ يحدقون من كل جانب.
وفي رواية صحيحة، أخبر الرسول ﷺ مراراً: «اقتدوا باللذَين من بعدي أبي بكر وعمر». (34) فأفاد بهذا أن أبا بكر وعمر سيعمّران بعده، وسيكونان خليفتين، وسيؤديان الخلافة حقَّها كاملا بما يرضي الله سبحانه ورسوله. (35) ثم إن أبا بكر سيتولى الخلافة لفترة قصيرة، بينما عمر سيتولاها لمدة أطول، فضلاً عن أنه سيقوم بكثير من الفتوحات.
وقال الرسول ﷺ: «إن الله زَوى ليَ الأرضَ فرأيتُ مشارقها ومغاربها وأن أمتي سيبلُغ مُلكها ما زُوي لي منها»، (36) وكان كما قال.
وأخبر ﷺ قبل غزوة بدر -في رواية صحيحة- (37) عن مصارع الكفار في بدر وأشار إلى
Yükleniyor...