ناشئ من ذلك الشوق المقدس وهناك لذة مقدسة لائقة به -إنْ جاز التعبير- ناشئة من ذلك السرور المقدس، ثم إن الرحمة المطلقة النابعةَ من تلك اللذة المقدسة، وما ينشأ من المخلوقات قاطبة من رضى عام وكمال شامل من انطلاق استعداداتها من القوة إلى الفعل وتكمّلها، ضمن فعالية القدرة.. فما ينشأ من كل هذا من رضى مقدس مطلق -إنْ جاز التعبير- وافتخارٍ مقدس مطلق.. كل ذلك بما يليق ويخص الرحمنَ الرحيم سبحانه يقتضي فعاليةً مطلقة وبصورة لا تحد.

وحيث إنَّ الفلسفة والعلم تجهلان هذه الحكمةَ الدقيقة في الفعالية الجارية في الوجود، خلط أصحابُها الطبيعةَ الصماء والمصادفةَ العشواء والأسبابَ الجامدة في غمرة هذه الفعالية البصيرة العليمة الحكيمة، فما اهتدوا إلى نور الحقيقة بل ضلّوا ضلالاً بعيداً.

﹛﴿قُلِ اللّٰهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ ف۪ي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ﴾|﹜ (الأنعام: ٩١)


﴿رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةًۚ اِنَّكَ اَنْتَ الْوَهَّابُ﴾

اللّهم صَلِّ وسلم على كاشف طلسم كائناتك بعدد ذرات الموجودات وعلى آله وصحبه ما دام الأرض والسماوات.

الباقي هو الباقي

§سعيد النورسي>


Yükleniyor...